الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مواصلة الدراسة وارتباطها بالحياة المستقرة للفتاة

السؤال

أنا طالبة جامعية بقي لي سنتان لأتخرج من الجامعة، غير متزوجة ويشغل بالي دائماً الرغبة في أن أكون مستقرة، وأن أكون أماً، ولا أستطيع التركيز في دراستي ولا أشعر برغبة في إكمالها؛ لأنني أشعر بالملل، إلا أنني مجبرة على ذلك من أهلي، وليس لدي رغبة بالقسم الذي تخصصت فيه، إلا أنني دخلته حتى أستغل طاقتي وتفكيري في شيء سليم أفضل من شيء سيء يلومني الناس عليه.

أنا أعيش في دوامة لا أستطيع العيش بداخلها، ولا أستطيع الخروج منها، وأحتاج مساعدتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة جامعية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يرزقك العلم النافع، والعمل الصالح والزوج الناجح.

فلا تستعجلي الشيء قبل أوانه، واشغلي نفسك بطاعة الله والحرص على رضوانه، واهتمي بدراستك، وقدر مشاعرك والديك وأهلك، فإنهم أحرص الناس على مصلحتك، ونسأل الله أن يهيئ لك الزوج الصالح.

ومرحباً بك بين آبائك وإخوانك، ولا يخفى على أمثالك أن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، ولكل أجلٍ كتاب، واعلمي أن النجاح في دراستك سوف يزيد من تزاحم الخطاب على بابكم.

وللدراسة وطلب العلم طريقٌ إلى الاستقرار والسعادة، كما أن تعطل النجاح يُعطي مؤشرات للخطاب، فأقبلي على دراستك بروحٍ جديدة وتعوذي بالله من الشيطان.

أما بالنسبة للمجاملة في اختيار التخصص، فلا نوافقك عليه، ولكننا نشجعك على الاجتهاد حتى تتمكني من إحراز علامات مرتفعة، وإكمال مشوارك الجامعي على الأقل.

واعلمي أن كلام الناس لا ينتهي، وسوف يكثر الكلام والتدخلات إذا لم تكملي الدراسة، وليس لطلب العلم حد، فلا تضيعي ما أعطاك الله من الفرص، وربما يتأخر قدوم فارس الأحلام فتكوني من النادمين.

ولا يخفى على أمثالك أن معظم الشباب يبحث عن المتعلمة التي يمكن أن تعمل في مجالها، وكذلك يريدون امرأة متعلمة تستطيع على الأقل أن تدرس أولادها، وما أحسن قول القائل: (من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم).

وفي الختام نوصيك بتقوى الله وطاعته، وندعوك إلى الخروج من دوامة الأفكار السلبية، والحرص على أخذ الأمور بطريقة جدية، وتجنبي الوحدة، وكذلك الصحبة الرديئة، وادرسي بإخلاص ونية، واشغلي نفسك بذكر رب البرية.

وبالله التوفيق والسداد.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً