الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج ضعف الذاكرة وقلة التركيز الناتج عن القلق النفسي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا أستاذة جامعية، وطالبة دكتوراه في نفس الوقت، أعاني من مشكلة ضعف التركيز؛ حيث أنسى بسرعة، وعندي ذاكرة ضعيفة رغم تميزي بالذكاء الاجتماعي وقوة الشخصية، ففي إحدى محاضرات الدكتوراه أراد الدكتور أن يقيس قوة ذاكرتنا القصيرة المدى، حيث أن جميع الطلاب استطاعوا أن يكرروا سبعة أرقام يرددها الدكتور، ولما جاء دوري تفاجأت من نفسي أني لم أستطع أن أتذكر إلا أول ثلاثة أو أربعة أرقام.

أنسى الأماكن التي أضع فيها الأشياء، أنسى الأسماء، كثيراً أدعو الله أن يعطيني ذاكرة قوية أحفظ فلا أنسى، مما جعلني غير مدبرة للأمور، وغير إدارية كما يقول لي زوجي، فهو يقول إني غير إدارية، فأنا أود أن أكون أكثر انتباهاً وحفظاً وتركيزاً وإدارة، وهل العين الحاسدة لها دور في ذلك؟ فأنا من الناس الذين يقعون بسرعة تحت تأثير العين.

أرجو من حضرتكم أن تدلوني على حل مشكلتي.

وبارك الله في جهودكم الطيبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ رونزا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالذي أود أن أؤكده لك أن الناس تتفاوت في قوة التركيز والتذكر، والإنسان قد يكون مبدعا وقوي الذاكرة في أمور معينة، كتذكر الأرقام مثلاً، ولكنه يكون ضعيفاً في تذكر الأسماء -على سبيل المثال-.

إذن: هنالك نوع من التفاوت الطبيعي بين الناس، والذي يحدث هو أن الإنسان حين يستلم المعلومة سوف تسجل هذه المعلومة في مركز الذاكرة بعد أن تمر من خلال المرسلات أو الموصِّلات المتعلقة بالذاكرة، وأهم شيء في تسجيل المعلومة هو استقبال هذه المعلومة، فالإنسان الذي يستقبل المعلومة بتركيز ورغبة ويستعمل أكثر من حاسة، كأن يستعمل السمع والبصر واللمس في نفس الوقت، هذا الإنسان يكون مركزاً بصورة أكبر وأكثر.

من أكبر أسباب ضعف الذاكرة أو عدم القدرة على التركيز في مثل عمرك هو القلق النفسي، وأنت أيضاً بجانب القلق ربما تكون لديك مشكلة في تحديد الأولويات وإدارة الزمن، كما نصحت سابقاً: أرجو ألا تعتبري هذه الاختبارات التي أجراها الدكتور وهي ترديد 7 أرقام، أرجو ألا تعتبريها قياساً من النوع اليقيني الذي يعتمد عليه، فهي تتفاوت من إنسان إلى إنسان -كما ذكرت لك- وهنالك اختبارات أخرى أكثر دقة لاختبار التركيز والذاكرة.

المهم في الأمر أن تعرفي أن هنالك تفاوت في التذكر، وأن تعرفي أن أكبر سبب لعدم التركيز هو القلق والتوتر الداخلي، حتى وإن لم يظهر في شكل قلق ظاهر.

الذي أود أن أكرره لك وأؤكده عليه مرة أخرى هو:

أولاً: عليك أن تمارسي أي نوع من الرياضة، فهي تحسن من التركيز ويزول من خلالها الضعف في التركيز.
ثانياً: عليك أن تقرئي مواضيع تكون قصيرة، اقرئي الموضوع أكثر من مرة، وحاولي أن تعيشي في الحاضر - أي مع هذا الموضوع - لا تفكري في المستقبل أو الماضي، ثم بعد ذلك يمكنك أن تحاولي أن تتذكري الموضوع وتكرريه مع نفسك دون القراءة.

عليك أيضاً ممارسة أي نوع من تمارين الاسترخاء، هنالك عدة أشرطة وكتيبات تساعد في هذا الأمر.

تناول الأدوية المضادة للقلق والتوتر يعتبر أيضاً مفيداً، وربما يكون البروزاك بالرغم من أنه دواء مضاد للاكتئاب أيضاً، ربما يكون من الأدوية الجيدة في حالتك، وجرعته هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر.

وأود أن أضيف أيضاً دواء آخر يعرف باسم نوتروبيل Nootropil، يمكنك أيضاً تناوله بمعدل حبة 400 مليجرام صباحاً ومساء لمدة أسبوعين، ثم يمكن أن ترفع هذه الجرعة إلى 800 مليجرام صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك التوقف عنه، هذا الدواء يقال أنه يحسن الذاكرة، وإن كنت أنا على قناعة تامة أنك لا تعانين من مشكلة حقيقية في الذاكرة، إنما هو التركيز الناتج من وجود بعض القلق.

بالنسبة لموضوع العين والسحر:
هذه أمور نحن نؤمن بها ونؤمن بوجودها، ولكن في ذات الوقت أنا أؤمن أن هنالك الكثير من المبالغات في هذا السياق، والإنسان الذي يحافظ على عباداته وأذكاره -إن شاء الله- هو في حفظ الله من هذه الأشياء، وأرجو ألا يأخذك التفكير العميق في هذا الأمر والاعتقاد الجازم، أرجو ألا يأخذك ويجعلك مشغولة بهذا الأمر؛ لأن هذا الانشغال في حد ذاته يضعف الذاكرة ويجعلك تدخلين في دوامة من القلق والتوتر، وربما الأوهام في بعض الحالات.

ما يقوله زوجك الكريم من أنك غير إدارية، أرى أن هذا الأمر يمكن أن يناقش بينك وبين زوجك، وأنت يمكنك أن تستفيدي من آرائه وأفكاره في السلبيات التي لاحظها في إدارتك لشئون المنزل، ومن ثم تستطيعين أن تحددي الأسبقيات، وأن توزعي وقتك وزمنك؛ لأن إدارة الزمن دائماً نحن نقول أنها أهم شيء لإدارة الأعمال والواجبات.

هنالك كتاب للدكتور ردشرد كارلسون يوضح فيه كيفية التعامل وتجنب الفوضى المنزلية أو عدم إدارة الوقت بصورة صحيحة، هذا الكتاب يسمى: (لا تهتم بصغائر الأمور مع أسرتك) يمكنك الحصول عليه، وإن شاء الله سوف تجدين فيه بعض الإرشادات الجيدة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية صالحه

    اللهم احفظ علينا عقولنا وابعدنا عن القلق والتوتر

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً