الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف والخجل الشديد من الناس

السؤال

السلام عليكم .

أُعاني من مشكلة، وهي الخوف والخجل الشديد من الناس، ودائماً أظن أن الناس أقوى مني، ولو أن الذي أمامي ليس كذلك، وفي أي مشكلة أو مشاجرة تقع أمامي أو معي ينتابني شعور بالهلع والخوف الشديد حتى لو كنت على حق، وبعد ذلك ينتابني وسواس الجبن والمرض، وأني مريض نفسياً، ويجب أن أتعالج، علماً بأني ذهبت قبل سنة إلى الدكتور العام، فكتب لي دواء اسمه (Optipar) واستعملته 6 أشهر، تحسنت قليلاً، ولكني واجهت مشكلة النوم، فغير لي الدواء Mirtazapinratiopharm فاستعملته قليلاً وتركته؛ لأنه سبب لي التعب كبير عندما أستعمله، فبماذا تنصحوني؟
وهل هذا الدواء يوازي الدواء الأول أو ما يُعرف بزيروكسات؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / Suleiman حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا الشعور بالخجل أو الخوف من مواجهة الناس، هو نوع من الرهاب الاجتماعي أو الخوف الاجتماعي.

بالنسبة للعلاج، يجب أن تبدأ بالعلاج السلوكي، وهو أن تكون أكثر ثقة بنفسك، وأن تواجه هذه المواقف، وأن تفكر تفكيراً معاكسا ومضادا لهذه الأفكار، أرجو أن تفكر في الخيال أنك أمام الناس، أنك تتحدث، أنك تقود، أنك تصلي بهم، فكر في هذا بجدية وإمعان، وإن شاء الله سوف تجد أنه قد أعانك كثيراً في المواجهات.

عليك أن تعرف يا أخي أن الآخرين لا يتميزون ولا يتفوقون عليك في شيء أبداً، عليك أيضاً ألا تتجنب التجمعات، اذهب إلى الأماكن التجارية الكبيرة، اذهب للمسجد لصلاة الجماعة واجلس دائماً في الصفوف الأمامية، هذا إن شاء الله يقلل من هذا الخوف ومن هذا الهلع.

بالنسبة للخوف المرضي، هو أيضاً يرتبط بالمخاوف العامة ومنها الرهاب، فهذه المخاوف كلها مرتبطة ببعضها البعض، بالنسبة للمرض كن أكثر توكلاً وكن أكثر شجاعة، واعرف أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، واسأل الله أن يحفظك، وعليك أن تدعو بالأذكار، وأسأل الله أن يحفظك من كل مرض، قل: (اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً)، قل كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الجذام، وأعوذ بك من البرص، وأعوذ بك من الجنون، وأعوذ بك من سيئ الأسقام)، هذا إن شاء الله يشمل كل شيء، ويعطي الإنسان الشعور بالطمأنينة وعدم الخوف.

بالنسبة للأدوية؛ نعم الأدوية تفيد جدّاً في علاج المخاوف، وأفضلها هو الدواء الذي يعرف باسم زيروكسات، والزيروكسات من الأدوية الجميلة والممتازة والفعّالة لعلاج المخاوف، خاصة مثل هذا النوع الذي تعاني منه، وهو أيضاً يحسن المزاج ويزيل الوساوس، وأنا أفضل أن تستعمل هذا الدواء.

أما بالنسبة للدواء الثاني وهو النرتزبين أو ما نسميه هنا ريمانون، هو دواء جيد وفعّال، ولكنه لا يساعد كثيراً في علاج الخوف، هو يساعد في علاج الاكتئاب، وكما ذكرت فإنه يؤدي إلى زيادة في النوم.

إذن: فالدواء الأفيد والأصلح لك هو الزيروكسات، ابدأه يا أخي بجرعة نصف حبة – 10 مليجرام – ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ابن هذه الجرعة وزدها بمعدل نصف حبة كل أسبوعين حتى تصل إلى حبتين في اليوم – أي 40 مليجراماً – واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم ابدأ بعد ذلك في تخفيضها بمعدل نصف حبة كل شهر حتى تتوقف عنها.
يوجد في فنلندا والدول الإسكندنافية دواء فعّال أيضاً يعرف باسم سبراليكس، هو من الأدوية الجميلة والفعّالة، وجرعته هي 10 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 20 مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 10 مليجرام لمدة شهرين، ثم يمكنك التوقف عنه، ولكن الزيروكسات يعتبر هو الدواء الأفضل.

عليك بالثقة بالنفس، عليك بالعزيمة، عليك بالتوكل، وعليك بمواجهة هذه المواقف الاجتماعية البسيطة، وأنت إن شاء الله أقوى وأشجع مما تتصور.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر سوسو

    الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً