الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض أبي خاطبي كونه قريباً لأمي المطلقة!!

السؤال

السلام عليكم.

لا أدري ماذا أفعل! هناك خلافات قائمة بين أمي وأبي وهما منفصلان، وقد تقدم ابن خالتي لطلبي، وأمي وافقت، لكن أبي لم تتح له الظروف لرؤيته لسفره للخارج، وعندما علم صرح لي برفضه!

أنا أحب ابن خالتي، وهو يتهمني بالسلبية؛ لأني أخبرته بعدم موافقة أبي، وقال لي: إنك لم تدافعي عني وعن ارتباطك بي، مع العلم بوجود مشاكل دائمة بين والديّ الاثنين!

وأخيراً، لا أدري كيف أتصرف؟ مع العلم بأن ابن خالتي إنسان ذو أخلاق حسنة، ولكن مشاكل أسرتي هي العائق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ولاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتمسكي بابن خالتك لأخلاقه الحسنة، واعلمي أن الخالة أم، وحاولي إقناع والدك، وأرجو أن يعاونك في إقناعه الأعمام والعمات، ومن الضروري أن يفصل بين المشاكل التي بينه وبين والدتك، وبين ما فيه مصلحة ومنفعة لك، كما أرجو أن يطمئن الوالد إلى برك وإحسانك له بعد الزواج، فإن إزالة المخاوف وفهم نفسية الوالد من أهم ما يعينك على إقناعه، علماً بأنك مأمورة ببره في كل الأحوال، وليس لك طاعته إذا أمر بشيء يغضب الكبير المتعال.

ونحن نتمنى أن يكرر ابن خالتك المحاولات، وأن يدخل الوسطاء والوجهاء، وعليك أن تزيدي في برك وأن تكرري طلبك للوالد، وبيني له ما في ابن خالتك من المحاسن وذكريه بحاجتك للعفاف، وذكريه بمقدار الضرر الذي لحق بك بسبب ما بين والديك من خلافات.

وأرجو أن تجعلي كلامك مع الوالد مفصولاً وخالياً من ذكر موافقة الوالدة، وانقلي له المشاعر الطيبة حتى لا يرفض بدافع العناد لوالدتك، وأنت الآن في عمر يؤهلك لإصلاح وتلطيف الأجواء بين والديك، فأنت القاسم المشترك بينهما.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وبكثرة الدعاء، واللجوء إلى من يجب المضطر إذا دعاه، وعليك بالصبر فإنه محمود العاقبة، وأرجو أن تجدي من أرحامك من يعاونك على هذا الأمر، ولن يقصِّر العقلاء والفضلاء في قول كلمة الحق والخير.

ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً