الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تقييم النفس بصورة إيجابية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي تتمثل أنني قليل الكلام جداً وخاصة مع أقرب الناس، وأيضاً عندما أتحدث مع شخص تجدني أحمر بدون سبب.

أعينوني - بارك الله فيكم - على حل هذه المشكلة حيث أنني مقبل على الزواج، وأخاف أن تكون مشكلتي حاجزاً في حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لطفي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فربما يكون لديك نوع من الخجل الطبيعي البسيط، أو ربما يكون هنالك نوع من الرهاب أو الخوف الاجتماعي البسيط.

أولاً: أخي أرجو أن تقيم نفسك بصورة إيجابية، لا تقل أني خجول، لا تقل أني غير اجتماعي، لا تقل أني منزوٍ أو منسحب من التفاعل الاجتماعي، هذه المعتقدات الخاطئة هي التي تعقد الأمور وتجعل الشخص ينحسر وينسحب ولا يتفاعل مع الآخرين.

الشيء الآخر: عليك أن تتعلم فنون المهارات الاجتماعية، وأبسطها وأولها هو أن تنظر إلى الناس في وجهوهم حين تتحدث إليهم، لا تتجنب النظر في الوجوه، وعليك أيضاً أن تقلل من اللغة الحركية – أي استعمال اليدين – هذه كلها إن شاء الله تفيد.

عليك أيضاً -أخي- أن تحضر مواضيع بسيطة جدّاً، قل سوف أطرق هذه المواضيع مع فلان أو علان، حضِّر موضوعاً حتى ولو كان موضوعاً عاماً، قل حين أقدم عليه لابد أن أناقش هذا الموضوع، وسوف أكون أنا المبتدئ، اجعل هذا منهجاً لك مرة أو مرتين أو ثلاثة في اليوم، سوف تجد إن شاء الله أن الأمور قد أصبحت أكثر يُسراً وأن لديك المقدرة للتحدث وللتخاطب.

عليك أيضاً أخي الذهاب إلى المحلات العامة كالجمعيات الكبيرة واسأل عن البضائع، أدخل في حوار مع البائع، استفسر عنها، عن نوعها، عن صناعتها، هذه طرق كلها إن شاء الله ترفع من المهارات الاجتماعية.

كما أنه أخي هنالك طريقة مفيدة، وإن شاء الله فيها أجر الدنيا والآخرة، وهي أن تحضر حلقات التلاوة، حلقات القرآن، هنا يستطيع الإنسان أن يتفاعل أن يخاطب أن يتواصل بصورة لا شعورية ويجد نفسه قد أصبح مندمجاً.

عليك أخي أيضاً ممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم مثلاً، هذه الرياضة تؤدي إلى التفاعل الذي يضطر فيه الإنسان لمخاطبة الآخرين، قد يصيح ويرفع صوته: ائتني بالكرة... وهكذا، وهذا نوع من التخاطب يرفع أيضاً من المهارات الاجتماعية.

أخي! هذه أمور وتمارين سلوكية بسيطة جدّاً ترفع من المهارات الاجتماعية لدى الإنسان.

عليك أيضاً أن تذكر وتتذكر وتعيش في خيالك أنك أمام جمع كبير من الناس وأنك لابد أن تخاطبهم، أو أنك قد طلب منك في المسجد أن تقوم وتصلي بهم وتلقي محاضرة بعد ذلك، أو أنه لديك مناسبة في المنزل مثل فرح أو عرس أو خلافه وأنك لابد أن تستقبل الناس، أجلس مع هذه الخيالات السلوكية مدة لا تقل عن نصف ساعة في اليوم، هي أخي مفيدة جدّاً، وسوف إن شاء الله تكسر هذا الحاجز النفسي الذي بينك وبين التواصل مع الآخرين.

أخي أيضاً: لا بأس مطلقاً أن تتناول علاجاً بسيطاً يرفع إن شاء الله من مقدرتك على التفاعل الاجتماعي، هذا الدواء يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تتناوله بمعدل نصف حبة – 10 مليجرام – ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة لمدة شهرين، ثم خفضها مرة أخرى إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم بعد ذلك إلى نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عنها.. هذا الدواء سليم ومفيد ويؤدي إن شاء الله إلى نوع من الجرأة والتفاعل الاجتماعي.

أرجو تطبيق التمارين السلوكية السابقة والالتزام بها، وسوف تجد إن شاء الله أن الأمور قد تحسنت كثيراً.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً