السلام عليكم

أنا بنت في السنة الثانية ثانوي وعمري 18 سنة، وقد تمت خطوبتي على شاب تعرفت عليه على النت، في بادئ الأمر كان يعاملني بحرص، ودائماً يريد أن أكون راضية عنه، ولكن بعد الخطوبة تغيرت معاملته لي، يتصرف معي بطريقة أكرهها لا يتكلم معي بالطريقة التي عودني عليها، ولو كلمة يشعرني بها بحبه وعواطفه تجاهي، أنا حائرة هل أكمل معه أم لا؟

أنا دائماً أسأله وأقول له معاملتك معي لم تكن هكذا فيتوتر ونتخاصم، تقريباً كل يوم يحصل هذا، أنا أبكي دائماً ولا أعرف ماذا سأفعل معه؟

أرجو المساعدة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Salma حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فإن المعرفة الحقيقة بهذا الشخص بدأت الآن، وكل ما سبق كان فيه مجاملات وخداع، وهذه هي مشكلة بناتنا لأنهن يصدقن كل كلمة وهنا مكمن الخطورة، فإن المرأة سريعة التأثر بالكلام لكن الرجل يتأثر أكثر بالرؤية والنظر ولذلك شرع الحجاب للنساء.

ولست أدري ما هي القضايا الخلافية، ولكن أحسب أن فترة الخطوبة لا تخلو من التوترات، خاصة إذا كانت بدايتها عن طريق النت، فاستغفري الله واجتهدي في التقيد بأحكام الشرع، وضعي هذا الشاب في القالب الشرعي، واجعلي تركيزك على دينه وخلقه، واجعلي علاقتك به محكومة بضوابط الشرع، وحاولي أن تضعي ما عنده من الإيجابيات في كفة، وما عنده من السلبيات في كفة أخرى حتى يسهل عليك الحكم عليه واتخاذ القرار المناسب.

ولا شك أن الرؤية والقرب يكشفان الأبعاد الخفية للشخصية، ومن الطرائف أن امرأة قالت لزوجها لم أعد أسمع منك الكلمات الجميلة التي كنت أسمعها في أيام الخطوبة، فقال لها: إن الصياد يضع الطعم للسمكة فإذا صادها عرضها للنيران، ونحن لا نوافق على هذا بالطبع ولكننا نتمنى أن تكون العلاقة بينكما موافقة للشرع، ولابد من وقفة لتصحيح الوضع وتدارك نقاط الخلاف والتوتر.

ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يلهمك رشدك، وننصحك بصلاة الاستخارة ومشاورة محارمك أهل الخبرة والدراية.

وأرجو أن تعلموا أن فترة ما قبل الزواج لا تخلوا من إشكالات، وغالباً ما يزداد التوتر مع اقتراب موعد الزواج، وأرجو أن تكون الخلافات في أمور سطحية.

ونسأل الله أن يقدر لكما الخير ويرضيكما به.