الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو علاج مرض الرهاب الاجتماعي وضعف الانتصاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا شاب مغربي عمري 26 سنة، طالب جامعي، أعزب، مريض بمرض الرهاب الاجتماعي، وعدم الانتصاب، حيث أنه يحمر وجهي، وأتصبب عرقاً، وتزداد دقات قلبي، ويصيبني التلعثم في الكلام، ولا ينطلق لساني، ويغمرني خوف كبير، وأرتعد وتفشل ركبتاي وأرتبك كثيراً كلما نهضت إلى السبورة لإنجاز التمارين أمام زملائي، أو كلما أردت التحدث مع أي فتاة، أو كلما نظرت إلى أستاذي، أو كلما قابلت مسؤولاً.

لا أقدر أن أحكي قصة صغيرة أمام الناس ولو كانوا أطفالاً صغاراً؛ لأنني أنسى الموضوع، ثم أتوقف عن الكلام، أعاني من التلعثم ولو مع أقرب الناس لي، أشك بأن عندي مرضاً في جهازي العصبي المسؤول عن هذه الاضطرابات، عندي بطء في أفكاري ورد الفعل في الكلام، ولا أتجاوب بسرعة مع من يخاطبني، في وسط الناس ألتزم الصمت ولا أشاركهم في الكلام، لأني غير واثق بنفسي.

أتجنب الناس في الطريق؛ لأنني أرتبك أمامهم، ويزداد تلعثمي، هذه الأعراض ألحظها كذلك على أبي وإخوتي.

عندي سرعة في القذف، وبطء في الانتصاب، حيث أرهق نفسي كثيراً وأستغرق وقتاً كبيراً حتى ينتصب قضيبي، وإذا انتصب ينكمش بسرعة ويرتخي، سبب هذا المرض هو العادة السرية، والحالة النفسية التي ذكرتها سابقاً.

ساعدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali .. حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد،،،

فيعتبر رهاب أو عصاب الخوف الاجتماعي من أنواع العصاب الشائع الانتشار، والحالة تتفاوت من إنسان إلى آخر حسب تقديره وحسب واقعه النفسي، وكذلك المركبات الأساسية لأبعاد شخصيته.

من الأشياء المعيقة جدّاً في الرهاب الاجتماعي هو أن ينظر الإنسان إلى أعراضه بتضخيم وتجسيم ومبالغة، وهذا أراه ينعكس في وصفك لحالتك، مع احترامي الشديد بالطبع لكل كلمة وردت في هذه الرسالة.

واضح أنك صاحب مقدرات، وإذا كنت بهذا الانعزال والانقطاع من العالم الخارجي لا يمكن أن تتكون لديك هذه القدرات، الذي أقصده من هذه المقدمة هو أن تثق في نفسك وأن تثق في قدراتك، وألا تراقب نفسك المراقبة المطلقة؛ لأن المراقبة الشديدة لكل تصرف نفسي يجعل الحالة النفسية والقلق يزداد مما يسبب إعاقة أكبر.

المخاوف -خاصة الرهاب الاجتماعي- تعالج بتحقيرها، وتعالج بأن يسعى الإنسان وأن يبني أفكارا مضادة للخوف، أيّاً كان هذا الخوف، أنت - على سبيل المثال - تقول أنك تتلعثم أمام الآخرين، وأن ضربات قلبك ترتفع، ولا تستطيع أن تحكي حتى ولو قصة قصيرة أمام الآخرين.

الذي أرجوه منك أن تتناول هذه الأفكار واحداً بعد الآخر، وحاول أن تفكر في الفكرة المضادة لها، وحاول أن تثبت هذه الفكرة المضادة، هذا يساعد كثيراً إذا طبقته بالصورة المطلوبة.

ثانياً: عليك أن تتأمل في الخيال أنك أمام جمع كبير من الناس، وأنك لابد أن تقوم بنشاط أو عمل اجتماعي أمام هذا التجمع الكبير، تأمل ذلك، تأمل أنك في المسجد في الصف الأول، تأمل أنك تصلي بالناس، هذه كلها أوضاع اجتماعية هامة تقلل من الهرع والخوف والرهاب الاجتماعي إذا تأملها الإنسان بدقة وجدية.. هذا يسمى التعرض في الخيال، وهو نوع من العلاج السلوكي المعروف والجيد جدّاً.

يمكنك أيضاً أن تتخذ نوعا من الصحبة والرفقة في المواقف الاجتماعية، هذا في الوهلة الأولى، أي يمكنك أن تخرج مع أحد أصدقائك بقصد أن تتعرض لمواقف اجتماعية، بعد ذلك يمكنك أن تقوم بهذه التمارين وحدك.

بالنسبة للعادة السرية: لا شك أنها مضرة للصحة ومفسدة للدين، وهي بلا شك تؤدي إلى نوع من التحقير النفسي الذاتي، وتؤدي إلى شعور بالذنب، وعليه أرجو مخلصاً أن تتوقف عنها، والعادة السرية تؤدي أيضاً إلى نوع من الانكباب على الذات، أي أن يصبح الإنسان أكثر انطوائية ويعيش مع نفسه وخيالاته، وهذا في حد ذاته يحرمه من التفاعل مع المجتمع الخارجي؛ مما يزيد أيضاً من رهابه وخوفه في المواقف الاجتماعية.
إذن: هذه أسباب هامة ومبررة لأن تتوقف عن هذه العادة.

بالنسبة للانتصاب، الانتصاب حقيقة ربما يكون فيه نوع من الاضطراب عند الأشخاص الذين يعانون من القلق، ولكن نحن نقول: الرجل في عمرك إذا حدث له انتصاب في الصباح مرة واحدة في الأسبوع، هذا يعتبر كافياً، ويدل على اكتمال كل عوامل الذكورة لديه بإذن الله تعالى.

الشق الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي: هنالك أدوية جيدة جدّاً مضادة للهرع أو الخوف الاجتماعي، هنالك دواء يعرف علمياً باروكستين Baroxetine، ويسمى بـ(زيروكسات)، وأعتقد أنه يسمى في المغرب العربي بـ (ديروكسات DEROXAT)، عموماً اسمه العلمي (باروكستين Baroxetine)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة بنفس المعدل - أي نصف حبة - كل أسبوعين حتى تصل إلى حبتين في اليوم.

ويمكن أن تأخذ هذه الجرعة صباحاً ومساء، أو يمكن أن تأخذها كجرعة ليلية مرة واحدة، استمر على هذا الدواء لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك ابدأ في تخفيض الجرعة بمعدل نصف حبة كل أسبوعين حتى تتوقف عن العلاج.

هذا الدواء بالتأكيد سوف يفيدك كثيراً في كل الأعراض التي ذكرتها، من خوف ورهاب وتوتر ومشاكل في الانتصاب وخلافه.

عليك بالطبع تطبيق الإرشادات السلوكية السابقة، وعليك الثقة بنفسك، وأنا على ثقة تامة أنك إن شاء الله سوف تعيش حياة طبيعية، فقط عليك بالتصميم والعزيمة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا زكريا عبد المطلب سعيد

    انا لدي نفس الحالة ادعولي باالشفاء

  • الجزائر محمد

    والله نفس الشي يارب اشفينا جميعا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً