الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الظلام وما فيه.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


المشكلة أنني شاب أبلغ 22 من العمر، عندما أكون أسير وحدي في الليل أحس بالخوف من الأشخاص الذين يمشون ورائي، مع العلم أني أتدرب على رياضة (كونغ فو)، فليس الخوف من المواجهة ولكن من الغدر والغيلة؛ لأنه كثر قطاع الطرق في بلادنا، فما الحل من هذه المعضلة؟ وبارك الله فيكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أبو عبد القهار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
جزاك الله خيراً على سؤالك .

المخاوف منتشرة جداً بين الناس، وهي تتفاوت حسب البيئة وشخصية الإنسان، والظروف التي تحيط به .

بالنسبة لك أيها الأخ العزيز : ربما تكون تعاني من مخاوف بسيطة من مثير محدد، فأكثر أنواع الرهاب أو الخوف البسيط انتشاراً هو الخوف من الحيوانات والظلام، ورهبة رؤيه الدم والجروح، ورهبة التواجد في الأماكن المغلقة والمرتفعات.

بالنسبة لك: لا أرى أن هنالك مخاوف حقيقية كما ذكرت، فالخوف من قطاع الطرق شيءٌ وسلوك منطقي، ومبرر ومقبول، وهنا وجود درجة ما من الخوف هي نعمة دفاعية؛ لأن الإنسان من المفترض أن لا يعرض نفسه للتهلكة، ومن أصعب المواقف أن يواجه الإنسان بقطاع الطرق واللصوص.

عموماً أرجو أن تدرب نفسك سلوكياً في أن تتخيل أنك تسير في ظلامٍ دامس، وتعيش هذا الخيال بكل معانيه وتفاصيله لمدة لا تقل عن نصف ساعة يومياً، كما أرجو أن تتخيل أنك قد تعرضت لمواقف صعبة أثناء سيرك في الظلام، ولكن تنهي هذا الخيال والتأمل نهايةً سعيدة، وبعد ذلك يمكنك أن تطبق هذا في الواقع بأن تسير في أماكن قليلة الإضاءة، ثم تنتقل تدريجياً لأماكن أكثر ظلاماً، ولكن بالطبع لا ندعوك للسير لوحدك في طرق يكثر فيها قطاع الطرق، كما أن الالتزام بالذكر وأدعية الخوف تساعد كثيراً، ولا بأس للإنسان أن يحمل سلاح بسيط كالعصا مثلاً حين يكون سائراً لوحده، فمثل هذا يؤدي إلى نوع من الطمأنينة، وختاماً: عليك بالحذر والتوكل، ونسأل الله أن يحفظك.

وأكرر : أنت لا تعاني يا أخي من علة نفسية أو اجتماعية حقيقية، وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً