الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي طويل الصمت كثير الغضب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي باختصار: زوجي -سامحه الله- لا يكلمني في المنزل حتى أن صدري ضاق، وصرت أبكي بكاء شديداً، حاولت معه بشتى الطرق، وإذا قلت له: لماذا لا تكلمني؟ يقول: ماذا تريدين أن أقول؟ يتابع التلفاز حتى ينام! وفي اليوم التالي مثله، مع أن دوامه
-والحمد لله- في هذه الفترة مريح، حتى هو يقول كذلك.

وإذا طلعنا من المنزل -مثلاً إلى السوق- نرجع وهو مكشر بسبب وبدون سبب! وإذا طلعنا نتمشى يدور بي في المدينة بالسيارة حتى أدوخ وأطفش، وإذا طلبت منه ماء أو أكلاً ونحن نتمشى لا يرد بنعم أو لا، ويرجعني البيت، وأكثر مما قلت، ماذا أفعل لو سمحتم؟ أريد رداً سريعاً جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه لم يتضح لنا عمر هذه الحياة الزوجية، وهل هذا السكوت صفة قديمة عنده أم هو تطور جديد؟ وهل يرد على أسئلتك وكلامك أم لا؟ وهل هذا الصمت مع كل الناس أم معك وحدك؟ وما هي نوعية الأسئلة المطروحة؟ وهل هي مكررة أم هي أسئلة متنوعة؟ وهل المنزل مهيأ للكلام وذلك بأن يكون سكناً منفصلاً؟ وهل أنت مهتمة باختيار الوقت المناسب للكلام والحوار؟

أرجو أن نساعدك في الإجابة على الأسئلة في إيجاد نظرة شاملة للمشكلة، كما نتمنى أن تجعلي بيتك مكاناً هادئاً وجذاباً، واجتهدي في اكتشاف اهتماماته والدخول إلى عالمه وسؤاله عن بيئة العمل، وخففي عنه الصعاب التي تقابله، وأظهري الاهتمام به ومشاركته الفرح والترح، واعرضي عليه المساعدة في حل الإشكال إذا وجد.

وكم تمنينا أن يعرف الأزواج أن المرأة تحتاج إلى من يستمع إليها ويتفاعل معها، فإنها تجدد عواطفها بذلك، وتريد أن تعرف مكانتها في قلب الزوج، وقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يسمر مع أهله، حتى بوب علماء السنة باباً في السمر مع الأهل، وجلس صلى الله عليه وسلم يستمع لأمنا عائشة في حديث أم زرع الذي استمع إليه النبي صلى الله عليه وسلم رغم مشاغله، وتفاعل مع الحديث وفي الختام، قال لها: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وبضرورة الفرح بكل خطوة إلى الأمام، وبممارسة التشجيع، واحرصي على فهم نفسيات هذا الزوج والتعامل معه بهدوء، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً