الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التدرج في ترك الزيروكسات والأنفرانيل

السؤال

السلام عليكم.
أستعمل دواء الزيروكسات والنفرانيل جرعة السيروكسات 40 ملغم والنفرانيل 100 ملغم من قرابة عامين والحمد لله تحسنت كثيراً من ناحية الاكتئاب والضيق الذي يأتيني بفضل الله سبحانه، له الحمد والشكر، ولكن الوساوس لا زالت تلازمني قليلاً.
أنا متزوج وعندي زوجتان والحمد لله، والزيروكسات أثر علي كثيراً من كل النواحي، والأنفرانيل كذلك، وأريد التخلص منهما نهائيا، أنا أحياناً أتوقف عن استعمالها ليومين أو ثلاثة، وينتابني دوار وصداع، وأحس بشيء يقارب الشقيقة، وأفقد الشهية، وأعود لاستعماله فتختفي الأعراض.

بصراحة -يا دكتور- أنا أريد ترك العلاج نهائيا؛ لأني أحس بأني شفيت من الاكتئاب نهائياً - والحمد لله - ولا يوجد إلا بعض الوساوس المتعلقة بالنظافة والطهارة والعمل، سوف أحاول القضاء عليها إن شاء الله.

ما هي الطريقة لوقف العلاج؟ وهل أستخدم علاجاً آخر لكي يقلل من الآثار الجانبية للانسحاب؟
وجزاكم الله خير الجزاء، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم وحسنات والديكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفق معك تماماً أن الزيروكسات والأنفرانيل ربما تؤدي إلى بعض الصعوبات الجنسية البسيطة، هذا أمر مثبت علمياً ولا نستطيع أن ننكره أو نتحاشاه، ولكن الإنسان دائماً يوازن ما بين الأمور التي تصلحه وتفيده.
مدة العامين ليست طويلة كما يتصور البعض؛ لأن الاكتئاب في حد ذاته مرض ربما يكون شديداً لدى البعض ويتطلب أن يبدأ الإنسان بجرعة علاجية كابتداء ثم بعد ذلك يصل إلى الجرعة العلاجية الصحيحة، ثم بعد ذلك يصل إلى جرعة الاستمرارية، ثم الجرعة الوقائية.
المبدأ العام للتوقف عن الأدوية هو التدرج، ويجب أن يكون هنالك بطء في ذلك؛ خاصة أن الزيروكسات بالرغم من أنه من الأدوية الممتازة والفعّالة يعرف – وبكل أسف – أنه ربما يسبب آثاراً انسحابية شديدة إذا توقف الإنسان عنه فجأة، أو حتى إذا كان هنالك نوع من الاستعجال في التدرج، إذن التدرج البطيء هو الأفضل.

ينصح بعض العلماء بأن يكون التدرج بمعدل نصف حبة كل أسبوعين أو ثلاثة، وحين تأتي إلى النصف الحبة الأخيرة يجب أن تتناولها يوم بعد يوم لمدة أسبوعين أو ثلاثة أيضاً.. هذه الطريقة جيدة.

وهنالك طريقة أيضاً أراها جيدة وهي أنه حين تصل إلى نصف جرعة الزيروكسات تتناول كبسولة واحدة من البروزاك؛ لأن البروزاك يتميز بأنه طويل الفعالية ويظل في الدم لمدة 72 ساعة على الأقل، وهذا يجعله من الأدوية التي لا تسبب أي آثار انسحابية، علماً بأنه قريب جدّاً في فعاليته من الزيروكسات، ولا أقول أنه مطابق له.

إذن يمكن أن تتخير الخيار التدريجي الأول أو الثاني، وهو أن تخفض نصف حبة كل أسبوعين، ثم حين تصل إلى حبة واحدة من الزيروكسات تأخذ كبسولة واحدة من البروزاك، وبعد أسبوعين من الاستمرار على البروزاك تبدأ في سحب الزيروكسات بمعدل نصف حبة كل أسبوعين، وتستمر على البروزاك – ولا داعي لأن ترفعه إلى كبسولتين – بعد التوقف التام من الزيروكسات لمدة شهر، أي تستمر على البروزاك لمدة شهر بعد توقف كامل للزيروكسات، وبعد انقضاء الشهر تناول كبسولة واحدة من البروزاك يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عنه، هذه أيضاً من الطرق العلمية الصحيحة والجيدة جدّاً.

الأنفرانيل لا يسبب أعراضا انسحابية، ولكن التدرج في تناوله أيضاً يعتبر أمراً مطلوبا، نحن نقول: تخفض الجرعة بمعدل ربع الجرعة كل شهر، فأنت في حالتك تتناول 100 مليجرام إذن يكون التخفيض هو 25 مليجرام كل شهر حتى تتوقف عنه.
لابد أن تكون هنالك بدائل للأدوية حتى لا تحدث انتكاسة، والبدائل هي إصرارك على التحسن وتكون لك الفاعلية الدافعية، وأن تنظم وقتك، وتفكر إيجابياً، وأن تتخلص من كل فكرة سلبية تنتابك، وحتى في لحظات الشدة والضيق يجب أن تتفاءل وتعرف أن الإنسان - بعون الله وبفضله - يستطيع أن يحل الكثير من المشاكل والصعوبات، كما أني أنصحك ألا تضخم وتجسم الأمور البسيطة، حاول أن تعطي كل أمر ما يستحقه وتحدد حجمه وألا تكون هنالك مبالغة في التقدير السلبي وتعظيم صغائر الأمور؛ لأن هذا من أسوأ الأشياء التي تضر بالصحة النفسية.
أنا حقيقة أؤيدك في محاولتك التدرج في التوقف من الأدوية، ولكن في ذات الوقت أود أن أطمئنك - وهذا قائم على أبحاث - أن الإنسان إذا استمر على هذه الأدوية لمدة أطول لا بأس في ذلك أبداً؛ لأن هذه الأدوية سليمة والاستمرار يكون مطلوباً خاصة إذا كان الإنسان لديه الاستعداد أصلاً للاكتئاب أو تحيط به ظروف سلبية تساعد في استمرارية الاكتئاب، الشيء المهم هو أن يكون الاستمرار دائماً تحت إشراف طبي عن طريق الطبيب المقتدر.
أسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً