الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اسوداد معاطف الجسم، وظهور بقع بنية في وجه الزوجة وظهرها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


آمل توجيه هذه الأسئلة إلى استشاري الجلدية في شبكتكم المتميزة، كما آمل عدم تحويلي إلى أسئلة سابقة.

أما عن مشكلتي فتتلخص في وجود سواد في المواطن التالية، في الرقبة من الخلف، وعند الإبطين، وعند الفخذين، عبثاً حاولت إزالة ذلك السواد بالكثير من النظافة لكن دون جدوى.

وسؤالي عن ماهية ذلك السواد وأسبابه وعلاجه، وفي حالة رغبتكم في مزيد من التشخيص آمل إبلاغي بذلك.

ثانياً: عندما أضغط على أرنبة أنفي تخرج مثل الزوائد الدهنية الدقيقة جداً من المسامات، وفي الغالب هي بيضاء، وأحياناً ما تكون سوداء، قمت بإزالة تلك الزوائد ولكنها عادت للظهور.

سؤالي كذلك عن ماهيتها، وأسباب تواجدها، والعلاج المناسب لذلك.

مشكلة زوجتي: كان زواجي منها قبل خمس سنين تقريباً، وبعد مرور سنتين تقريباً من الزواج فوجئت بظهور حبوب في ظهرها، وحبوب شفافة أو حمراء صغيرة.

كذلك -وهو سؤالي الرئيسي- ظهور بقع صغيرة بنية في وجهها، وبعض تلك البقع تظهر في ظهرها، هذه البقع أزعجت زوجتي جداً فقد كانت بشرتها صافية من قبل، وزوجتي حالياً هي بنت الرابعة والعشرين، سمعنا عن أثر زيت الحبة السوداء في تصفية البشرة، لكننا لم نتمكن من التأكد من ذلك.

سؤالي أيضاً عن الأسباب والعلاج، وهل العلاجات الشعبية مفيدة لذلك؟

كما قلت لكم، إن كنتم تريدون مزيداً من التفصيل في أي سؤال فعندي الاستعداد لذلك، وأشكركم على جهودكم مرة أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: الاسوداد:

- الاسوداد في المواضع المذكورة يكثر عند البدينين.

- من الأخطاء الشائعة أن اسوداد الجلد سببه عدم النظافة.

- من الأسباب الهامة في اسمرار ثنيات أو طويات البدن هو الدلك والفرك والاحتكاك، والإسراف في فركها وتنظفيها (وداوني بالتي كانت هي الداء).

وأما فيما يتعلق بأسباب هذا الاسوداد:

- اعلم أن هذا الموضع تزيد فيه نسبة التصبغ عن غيره بشكل اعتيادي عند أغلب الناس، خاصة الإبط وأعلى الفخذين.

- واعلم أن البدانة والاحتكاك من العوامل المهيئة للتصبغات، خاصة في مواضع الثنيات.

- واعلم أن أي نوع من الالتهابات قد يأتي ويزول، ولكن يترك بعده لوناً أسمر، يسمى: التصبغات التالية للاندفاع، فحاول تجنب الالتهابات.

- واعلم كذلك أن هناك عائلات يزيد عندها هذا التصبغ أكثر من غيرها.

- واعلم أخي الفاضل أن بعض الأدوية مثل المينوسايكلين قد تزيد التصبغ العشوائي أو الموضع.

- وأن كثرة الوسوسة والتنظيف العنيف والدلك يزيدها بدل أن ينقصها.

- كما أن هناك مرضاً اسمه أكانثوزيز نيغريكانز أو بسودو أكانثوزيز نيغريكانز، وأنه يشخص بالفحص السريري أو النسجي، وتحتاج زيارة الطبيب للفحص والمعاينة ونفي أو إثبات المرض.

- كذلك يجب إجراء تحليل الهرمونات لنفي أسباب أخرى لهذه التصبغات.

وأما لعلاجه فإن الأدوية التالية قد تفيد في حال نفي الأسباب المؤدية، ومنها أتاشي، أو الدوكين 2%، أو فيدن لوشن، أو صابون يحوي مادة مقشرة خفيفة (الفا هيدروكسي أسيد) أو وايت أوبجيكتيف، وقد يفيد استعمال الساليسيليك أسيد ليس أكثر من تركيز 3%، وهي من المواد التي تذيب المادة المتقرنة.

ختاماً: أبعد الأسباب من تخريش والتهاب، ونظف بلطف، واعزل الجلد من الاحتكاك بالسروال والقميص قصير الكم بدل الشيال، واستعمل المواد القاصرة المذكورة أعلاه أو ما يماثلها، واعلم أنها قد تكون مخرشة، واعلم أن هذه قد تكون ظاهرة طبيعية أو تالية لسبب بسيط، وامنح نفسك فترة زمنية لعودة اللون، فإنه لن يختفي قبل أسابيع من الوقاية والعلاج.

ويرجى مراجعة استشارة رقم 235223 .

ثانياً: المواد التي تخرج من جلد الأنف:

هي مواد دهنية تابعة لمجموعة حب الشباب، وقد تكون زيوانات، فإن كانت سوداء يمكن معالجتها بالغسل الدوري بالماء والصابون، وباستعمال التريتينوين، والذي سنفصل الحديث عنه أدناه عند الحديث عن صفاء بشرة زوجتك.

ثالثاً: مشكلة زوجتك:

البقع البنية الصغيرة في الوجه قد تكون كلفاً، بسبب قناع الحمل أو أي تصبغات تالية للحمل، أو بسبب استعمال العطور على الوجه، أو بسبب التعرض للشمس، أو أن تكون بشرتها بيضاء وأصابها النمش، أو تكون فطريات النخالية المبرقشة، ولكل من هذه الأسماء تفاصيلها والتي لا يتسع المجال هنا لها؛ لأن كثرة التفاصيل تضيع التركيز.

وأما لصفاء الوجه: فيجب علاج حب الشباب -لو وجد- فأنت تقول بوجود بثرات مختلفة اللون، وهذا يرجح الإصابة بحب الشباب، وعليه فإننا سنذكر بعض الأمور الهامة في موضوع تصفية الوجه، فالقاعدة العامة هي أنه في كل الحالات يجب عدم اللعب بالبثور وعدم عصرها أو فركها أو دلكها أو سحجها، وذلك حتى نتجنب التقيح والانتشار والندبات.

أما في الحالات الخفيفة للبثور في الوجه فيكفي الغسل المتكرر بالماء الفاتر والصابون، ثم بالماء البارد، وعدد مرات الغسيل يحكمه شدة الدهون التي تغطي البشرة.

وأما في الحالات المتوسطة والتي فيها بثور قليلة، استعمال المضادات الحيوية الموضعية مثل الكليندامايسين، ويفضل أن تكون سائلة وليست على شكل مرهم، حتى لا تمنع تصريف الإفرازات الدهنية من مصارفها الطبيعية.

ولكن في الحالات المتوسطة التي لا تسجيب لما ذكر، يمكن استعمال المضادات الحيوية الجهازية بالفم، مثل الفيبرامايسين 100 مغ يومياً، ولعدة أسابيع، هذا بالإضافة إلى العلاج المحافظ الموضعي والعناية العامة.

- إن الحالة النفسية قد تزيد من حدة البثرات عند بعض المرضى.

- وإن تناول الحلويات والسكريات قد يزيد من حدة البثرات عند بعض المرضى، ولو أن التجارب في ذلك متضاربة بين مؤيد ومعارض، والأفضل الاعتدال والتجريب بشكل شخصي.

- وأما في الحالات التي فيها اضطرابات هرمونية وعدم انتظام الدورة، فيجب نفي الكيسات المبيضية وعلاجها إن وجدت، واستعمال الهرمونات تحت إشراف طبيب غدد.

وأما للتخلص من آثار حب الشباب المتبقية، سواء أكانت نقط سمراء أو عدم صفاء الوجه، فيمكن استعمال نوع من الليزر وذلك لتحسين المنظر العام للبشرة، والتخلص من الآثار غير المرغوب فيها من تأثيرات الزمن (ريسيرفيسينغ)، وهي عملية كبيرة تحتاج تحضير وترتيبات معينة طويلة قبل وبعد العملية، ويجب مناقشتها مع من سيجريها لكم لو أنكم موافقون على إجرائها.

وكحل أبسط يمكن استعمال التريتينوين (ريتين إي) يومياً، ويعتبر ذلك تقشيرا كيمياويا مقبولا ومفيدا، وعلى المدى الطويل فمادة فيتامين إي الحامضي (تريتينوين) والموجود على شكل كريم أو لوشن أو جيل (Gel)، أقواها اللوشن، وأضعفها الجيل.

ويفضل البدء بالضعيف، ثم الأقوى، ثم أقوى التركيزات، كما يفضل البدء بدهن كمية قليلة تزداد تدريجياً إلى أن تصل إلى غرام يومياً (أي يقدر بطول بنان واحد من الكريم أو الجيل) وبالطبع نزيد الكمية حسب تحمل المريض.

كما يفضل البدء بغسل الدواء بعد فترة قصيرة من دهنه، ولتكن ساعة، ثم نزيدها بالتدريج حسب تحمل المريض (أي نبدأ تركيز قليل وكمية قليلة ومدة دهن قصيرة نزيدها كلها تدريجياً حسب التحمل).

والأسماء التجارية لتلك المادة كثيرة منها الريتين إي، ومنها الريتينول، ومنها الريتينوكس، ويجب ألا تستعمل الحوامل هذا المستحضر لا بالخطأ ولا بالقصد.

وأفضل وقت لدهنه ليلاً؛ لأنه قد يسبب حساسية ضيائية لو دهن نهاراً.

ويجب عدم دهنه قريباً من العينين، لأنه حار، ويسبب تهيج البشرة والعينين، علماً أن هناك تركيبات تجارية لبعض الشركات مخصصة للدهن حول العيون، مثل مستحضر ريتنوكس كوريكشن لـ روك.

إن هذا المستحضر يحتاج لعدة أسابيع حتى يعطي التأثير المطلوب، علماً أنه في بعض الحالات قد تزداد البثور والزيوانات في الفترة الأولى من العلاج، ولكن الاستمرار في العلاج يمنع أو يخفف ظهور الزيوانات الجديدة.

إن هذا المستحضر هو من المواد التي تسبب تقشيراً كيمياوياً خفيفاً، يفيد في حب الشباب والتجاعيد لمن هم فوق سن الثلاثين، وكذلك يفيد في المسام المتسعة، ولا مانع من استعماله لأسابيع أو أشهر أو حتى لسنوات إن كان محتملاً.

ومن الإجراءات الأخرى يمكن اللجوء إلى التقشير الكيميائي بيد خبيرة ثقة لإزالة الآثار غير المرغوب بها، وذلك باستعمال مواد كيمياوية عديدة مثل التس سي إي، أو الغلايغوليك أسيد، أو ألفاهايدروكسي أسيد.

وقبل أن ننهي جوابنا ننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية للفحص والمعاينة، والوصول إلى تشخيص لكل منكما أنت وزوجتك، وبعدها لكل حادث حديث، فالسؤال متشعب، وكل شعبة فيه تحتاج تفصيلاً.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً