الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو التوصيف الطبي لفصوص غدة الثدي المصاحبة لآلام الصدر؟

السؤال

السلام عليكم.

أحس بألم في صدري الأيمن عندما أضغطه بإصبعي، وأحس بوجود فصوص صغيره كفصوص الثوم به، وعند ضغطها تكون مؤلمة.

ولقد حاولت القيام بالاختبار الشخصي للصدر، لكنني لم أعرف أو ربما طريقتي خاطئة.

فما هي الاحتمالات المسببة للألم، وهل أذهب للطبيبة لإجراء أشعة مع تكلفتها، أو أن الأمر طبيعي، وكيف أعرف ذلك؟

مشكورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ تاله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قبل البدء أود أن أقول: إن هذه الفصوص التي تصفينها هي فصوص غدة الثدي، وغالباً هي طبيعية، ولكن الملفت للنظر أنها أحادية الجانب، وأنها مؤلمة، ولذلك علينا التفصيل كما يلي:

- ليس من الضروري عمل الأشعة، ولكن من الضروري مراجعة طبيبة أمراض النساء أو الجراحة، وذلك لإجراء الفحص بشكل صحيح ولتمييز الطبيعي من المرضي.

- إن الآلام في الصدر قد تكون بسبب هرموني فيزيولوجي، أو إنتاني، أو التهابي، أو ورمي.

فأما الهرموني فهو ما يأتي قبيل الدورة، ومتعلق بالدورة البيولوجية الهرمونية، وهو على اختلاف درجاته فيزيولوجي، ولا داعي للتداخل ما لم يكن مزعجاً.

وأما الإنتاني فهو وجود الخراجات والتقيح، ولكن غالباً ما يترافق بحرارة وحالة عامة غير نشيطة، وترتفع معه سرعة التثفل، ويزداد عدد الكريات البيض، وعلاجه يكون بالمضادات الحيوية.

وأما الالتهابي فهو ما يصيب المراضع بعد الفطام، ويكون سببه احتقاناً التهابياً شديداً، والحل فيه هو الوقاية بالفطام التدريجي، أو شفط الحليب بالآلة بطريقة صحية صحيحة، وقد يكون الالتهاب تاليا لرضّ، ويكون عارضاً، أي: يزول من نفسه.

وأما الورمي فهو ما يكون خبيثاً، ويحتاج إلى الفحص الدوري والتشخيص المبكر.

وفي الأحوال العادية يجب التفكير بالسهل ثم بالصعب، أو التفكير بالبسيط ثم المعقد.

وأما إن كان عندك وسواس وخوف وشك فالأولى هو مراجعة الطبيبة، والاستفسار عن الاستئصال والتحليل المجهري النسجي، وبعدها يتحول الشك إلى يقين وتطمئن النفوس يقيناً بالسلامة؛ لأن الفحص النسجي المجهري أوثق من المعاينة السريرية، وذلك لأنه فحص على مستوى الخلية المشكوك في سلامتها.

وإن الخبيث له علامات، مثل التطور المستمر للمرض، والهزال، ونقص الوزن، وضخامة العقد الليمفاوية الموضعية خاصة في منطقة الإبط المجاور للثدي المصاب، ولكن ذلك يزيد بتقدم الحالة، ولا يظهر في الحالات البدئية غير المتطورة.

وإن الحمل يعتبر من عوامل الوقاية من أورام الثدي، وذلك بسبب الهرمونات، وأما البنات أو المتزوجات لفترة طويلة دون أن يتم الحمل فهن أكثر عرضة للإصابة بأورام الثدي من اللواتي حملن.

وقد يكون من فوائد مراجعة الطبيب الجراح للفحص والمعاينة والتقدير، ثم اتخاذ القرار بالاستئصال الجراحي أو العينة من خلال الإبرة بدل الاستئصال (Fine needle aspiration)، وهذا القرار يكون بعد الفحص وليس وسوسة قبله.

ختاماً: ومع توقعاتنا بالسلامة من خلال ما ذكر؛ ننصح بمراجعة الجرّاح وأخذ عينة بالإبرة للفحص المجهري النسجي، وبناء على النتيجة يتوثق الأمر وتقرر المرحلة التالية، وننصح بذلك حتى ولو ترجحت علامات السلامة، إما سريرياً وذلك من باب الاحتياط، أو بسبب السن فأنت لا تزالين صغيرة، واحتمال المرض الخبيث أقل عند الأصغر.

ويمكنك مراجعة الجواب رقم (248471) حول الموضوع ذاته.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً