الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صعوبة التواصل مع الآخرين بسبب سرعة الكلام.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشكلة غريبة وهي: أني أتحدث بسرعة، لدرجة أن الذي أتحدث إليه لا يستطيع أن يفهمني، وأعاني من مشكلة أخرى وهي أني أقاطع من يكلمني أثناء حديثه معي، ولا أُصغي لمن يتحدث معي، حتى أني لا أركز في الكلام الذي يقوله لي.

وهذه المشكلة بدأت تكبر في حياتي، ولا أعرف ما هو الطريق لحل هذه المشكلة، وقد دعوت الله أن يحل مشكلتي؛ لأن الناس يتضايقون من أسلوبي هذا في الكلام لأني أقاطعهم وهم يتحدثون، وكذلك لا يستطيعون أن يفهموني لأني أتحدث بسرعة.

وأيضاً أتحدث بصوت مرتفع مع الناس، فمثلاً إذا أردت أن أقول صباح الخير فإني أقولها بصوت مرتفع جداً، لدرجة أنك تتخيل أني أستفزك بسبب أسلوبي، وزوجتي بدأت تتضايق أيضاً من أسلوبي.

ساعدوني فأنا لا أعلم ماذا أفعل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإنسان لا يُلام على شيء خلقه الله فيه، وغداً سوف يتفهم من حولك وضعك ويحتملونك ويتأقلمون على التعامل معك، ولا شك أن كل إنسان يجد في الآخرين أشياء لا يرتاح لها، ولكن هذا هو ثمن وجود الإنسان في جماعة، فلا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، وحاول تكرار الكلام حتى يفهموا عنك، ودرب نفسك على الكلام الهادئ، وسوف تحصل على نتائج إيجابية بحول الله وقوته.

وأما بالنسبة لمقاطعة من يتحدث: فهذا جانب لابد أن تجتهد في التخلص منه، واطلب من أقرب الناس إليك أن يذكرك كلما نسيت، واعلم أن المسلم الذي يستطيع أن يترك الطعام والشراب في رمضان يستطيع أن يدرب نفسه على الخيرات لأنه يملك إرادة قوية وعزيمة لا تفتر، وأرجو أن تكرر المحاولات تلو المحاولات، وتتوجه إلى رب الأرض والسماوات.

وأرجو أن تشغل نفسك بعبادة الله وطاعته، وأكثر من ذكره وتلاوة كتابه، واعلم أن الإنسان إذا سكت سلم، وأن المؤمن محاسب على كلامه، ومن عدَّ كلامه قلّ كلامه إلا فيما يعينه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، واعلم أن الطبع بالتطبع والحلم بالتحلم، ومن يتصبر يصبره الله.

ونحن ننصحك بمصادقة الأخيار والقبول بنصائحهم، وأرجو أن تجد من زوجتك العون والمساعدة على تغيير أسلوبك في التعامل والكلام، ولست أدري هل هذا الأمر كان معك منذ ميلادك أم هو تطور جديد، ولا مانع من عرض نفسك على الأطباء.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والصبر فإن الله مع المتقين والعاقبة للصابرين.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً