الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإهداء للخطيبة بمناسبة عيد الحب

السؤال

هل من حقي أن أهدي خطيبتي هدية في عيد الحب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن للمسلم عيدين هما عيد الأضحى وعيد الفطر، والأعياد من المناسك، والله تبارك وتعالى يقول: ((لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ))[الحج:67]، وما ينبغي للمسلم أن يقلد الآخرين في أعيادهم ولا شك أن عيد الحب من الأعياد المبتدعة التي لا يجوز أن يحتفى بها، كما أن الحب ليس له يوم واحد فقط، وهذا مما اقترحه الذين يعيشون حياة البغض والكراهية ولذلك جعلوا للحب مظاهر خداعة ويوم للفسوق والعصيان وهكذا فعلوا في عيد الأم وغيرها من الأعياد المبتدعة وأرجو أن يعلم الجميع أن الحياة الإسلامية تقوم على الحب في الله، فاتق الله في نفسك وفي مخطوبتك وأبدأ حياتك بما يرضي الله، وأعلم أن كلمة الحب كلمة عظيمة لكنها شوهت بالمسلسلات وبمثل هذه الممارسات.

والمسلم يحب الله ويجعل حبه لله محوراً لحياته، فيتبع ذلك بحب الرسول وأتباعه قال تعالى: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ))[آل عمران:31].

والفلاح للإنسان بأن تكون محبته موافقة لما يحبه الله ورسوله، فهو يحب والديه لأن الله أمر ببرهما، ويحب أرحامه ويحب إخوانه ويزيد من محبته لكل من يطيع الله ويحب زوجته التي أخذها على كتاب الله وسنة رسوله، ويكره في العصاة عصيانهم، فإن تركوا المعاصي جعلهم إخواناً له.

ونحن ننصحك بالنصح لخطيبتك وتذكيرها بالله، وتجعل علاقتك بها محكومة بشرع الله حتى تكون البداية صحيحة، وأرجو أن تسارع بتحويل هذه العلاقة إلى رسمية، وذلك بإكمال مراسيم الزواج، فإن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج ولا تبيح للخاطب التوسع في علاقاته، فهو لا يستطيع أن يخلو بمخطوبته، ولا أن يخرج معها، كما أن الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي ويزداد مع الأيام ثباتاً ورسوخاً ويسقى بنهر التعاون على البر والتقوى.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً