الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحل لفتاة اختفى من وعدها بالزواج ثم عاد بعد فترة؟

السؤال

السلام عليكم.

تعرفت على شاب متدين، وأصر على الارتباط بي، مع علمه بأني غير محجبة، وكانت رغبته لأجل مساعدتي في الدين، وبعد مرور فترة اتفقنا على موعد تتعرف والدته علي، ولكنه اختفى تماماً، وقد عاد البارحة بعد سبعة أشهر، وكأن شيئاً لم يكن، فوضحت له أن الفتيات لسن لعبة تلعب بها ثم ترميها متى تشاء، وحسبي الله ونعم الوكيل فيه، فرد قائلاً: إنه لم يلعب بي؟ وأريد النصح كيف أتصرف معه؟

علماً أن الذي حدث جعلني غير قادرة على الثقة في أي شخص.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mouna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الفتاة العاقلة إذا شعرت بميل رجل إليها دلته على دار أهلها حتى يأتي البيوت من أبوابها، وهذا الأمر فيه اختبار لصدق أي شاب واستعداده لتحمل المسؤوليات، وإذا فعلت الفتاة ذلك ارتفعت قيمتها عند خطيبها وعند أهلها، بل نالت ببعدها عن الشر رضى ربها، ولا شك أن أهل الفتاة سوف يرحبون بالفتى ويطالبونه بإحضار أهله ليكتمل التعارف، ولذلك تتحقق فائدة أخرى ويتبين لأهل الفتاة رغبة أهله في ذلك الرباط، وكل ذلك فيه مصالح كبرى للفتاة.

وأما إذا عقدت الفتاة المفاوضات وحدها فإنها تضع نفسها في مواطن التهم، وتعرض سمعتها للقال والقيل، وتفقد ثقة أهلها، وتمارس خلوتها مع رجل أجنبي مما يجلب عليها غضب ربها، قال تعالى: (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) [النور:63].

وإذا كان هذا الشاب قد تغيب لأسباب مجهولة، فلا يصح أن يحكم على جميع الرجال بتصرف هذا الرجل، وأرجو أن يكون في ذلك الموقف عظة لك ولكل فتاة، والمؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، ومن هنا فنحن ننصحك بإيقاف هذه العلاقة حتى يتقدم رسمياً إذا كانت له رغبة، واقتربي من أسرتك، واعلمي أن الولي مرجع الفتاة، وأن أهل الفتاة من الذكور أعرف بحقائق ومعادن الرجال، وهم أحرص الناس على الفتاة ومستقبلها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة إشراك أهلك في هذا الأمر منذ بدايته، فإن في ذلك حماية لك وصيانة، وقبل ذلك استجابة لأمر الله ورسوله وقربى وطاعة، واعلمي أن لكل أجل كتاب، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده.

نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً