الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة تعاني من الكآبة والإحباط بسبب عدم تقدم الخطاب

السؤال

السلام عليكم.
أشعر بالكآبة والإحباط لكوني لم أصبح مخطوبة إلى الآن، علماً أن جميع أخواتي وصديقاتي إما مخطوبات أو متزوجات، وأشعر أنني تعيسة جداً، علماً أني مؤدبة والحمد لله، وكذلك جميلة برأي من هم حولي، فأريد حلولاً وليس حلاً واحداً؟
ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا نأخذ كل مشاكل بناتنا وأخواتنا بشكل جدي، بل إننا لنشعر بذات الآلام، فنحن أمة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، ومرحباً بك في موقعك وبين آباء وإخوان يتمنون لك كل سعادة وفلاح وتوفيق ونجاح.
ولا يخفى على أمثالك أن نعم الله مقسمة وأن السعادة لا ترتبط بالمال ولا بالزواج، ولا تنال بالذهب والفضة، ولا حتى بالملك والسلطات، ولكن السعادة منحه الرحمن لأهل الذكر والإيمان، وهي شجرة عظيمة تسقى بالرضى بقضاء الله وقدره لتثمر الطمأنينة وراحة البال، والمسلمة مطالبة بالنظر إلى من هم دونها في كل أمور الدنيا لتعرف مقدار ما تتقلب فيه من نعم، وسوف تجدي في من حولك المتوترات والمحزونات والخائفات والجائعات والمحرومات والمرضى والمعافين و....، فأنت أفضل من كل هؤلاء فهل شكرت النعمة؟ وهل كل مخطوبة سعيدة؟ وهل كل مخطوبة ناجحة في دراستها؟ وهل كل مخطوبة سعيدة بخطيبها؟ وهل كل زوجة سعيدة بزواجها وزوجها؟

وأما في أمر الدين فإن الإنسان ينظر إلى من هم أعلى ليتأس بهم ويسير على دربهم.

وإذا كنت ولله الحمد جميلة، ونحن نقول كل أثنى جميلة بأنوثتها وحيائها وأدبها وكل امرأة جميلة؛ لأن مقاييس الجمال تختلف من شخص إلى آخر، وهذه حكمة الله العظمى، فلولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، والتفاوت في هذا الباب كبير، فهذه جميلة في وجهها وتلك جميلة في قوامها وجسدها وثالثة جمالها في عينيها ورابعة جميلة الروح خفيفة الدم، لكن الجمال الحقيقي الدائم هو جمال الدين والأخلاق، فإنه إذا ضاع الدين لم ينفع الحسب ولا النسب ولا الجمال.

وأرجو أن تكوني واثقة من أن الله لن يضيعك وسوف يأتيك ما قدره لك الوهاب في الوقت الذي حدد في أم الكتاب، فاشغلي نفسك بطاعة الله وحافظي على سترك والحجاب، ولا يحملنك تأخر الخطاب على الخروج عن الصواب وتجنبي التسخط، واعلمي أن ما يختاره الله للإنسان أفضل مما يختاره الإنسان لنفسه.
ونحن ننصحك بكثرة الدعاء واللجوء إلى من بيده الخير والتوفيق والنعماء واحشري نفسك في زمرة الصالحات من النساء، وأظهري لهن ما ميزك الله به من أدب وجمال ولطف وكمال، واعلمي أن لكل واحدة منهن أخ يبحث عن أمثالك أو ابن يرغب في الزواج.
كما نتمنى أن تشغلي نفسك بدراستك واحرصي على التفوق واستخدمي الأوقات والأعمار في رضا الواحد القهار، وابتسمي لما يقدره ربنا وأظهري رضاك، ونسأل الله أن يحفظك ويتولاك، واطلبي الدعاء من والديك، واجتهدي في برهم وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهم، وافعلي المعروف والخير وكوني في حاجة المحتاجين ليكون العظيم في حاجتك واحفظي الله يحفظك.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً