الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية معرفة الشاب لرأي الفتاة التي يريد أن يتزوجها

السؤال

السلام عليكم.
لقد أعطت فتاة بريدها الإلكتروني لشاب لكي تخبره إن كانت ترغب مستقبلاً أن تكون زوجة له أم لا لأنها مؤدبة، أو باختصار إن كانت تحبني أم لا، أو إن كانت لا ترى أي إعجاب مني، وعند ذلك أتخلص من حبي لهذه الفتاة، وأما إن كانت تحبني فسأطرق الأبواب وأطلب الزواج منها، وأنا شاب متدين ولا أريد أن أُقدم على شيء إلا إذا كانت الشريعة توافقه، فما حكم ذلك؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكم تمنينا أن تكون الخطوة الأولى هي طرق الأبواب وبعدها يتحقق القبول والوفاق أو النفور والفراق؛ لأن ما تتكلم عنه في الغالب ما هو إلا مجرد إعجاب، وأخشى أن يعلم الأهل بما حصل فيمارسوا الرفض والعناد، ونحن نرجو أن تعينها على المحافظة على الأدب والحياء ولا تفتح عليها مثل هذه الأبواب، ولا شك أن الإنسان يستطيع أن يتوصل إلى رأي الفتاة عن طريق أخواته وعماته ومحارمه من النساء أو عن طريق إخوانها، وإذا لم يتيسر هذا فإن الخطبة ما شرعت إلا لتحقيق التعارف والتواصل المكشوف أمام الأهل والأحباب والجيران.

وقد أسعدتني رغبتك في رعاية أحكام الشريعة وهذا يبشر بخير كثير، كما أن مراعاة الأعراف السائدة في بلدكم من الأمور المهمة، ونحن نتمنى أن تذكر هذه الرغبة لوالديك وتطلب منهم أن يتكلموا بلسانك ويطلبوا لك الفتاة فإن لذلك أثراً كبيراً على الفتاة وأهلها.

ونحن ننصحك بإيقاف تيار العواطف حتى يتأكد لك حصول الموافقة، فإن الحب الحقيقي الحلال هو ما قام على ضوء علاقة شرعية معلنة، وهذا هو الحب الذي يصمد بتوفيق الله في وجه الصعاب، ويزداد مع الأيام شدة ومنعة، فعليك بصلاة الاستخارة وشاور من حضر من أهل العقل والدراية.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، واعلم أن أهل الفتاة لن ينتظروا بعد خطبتها طويلاً فهل أعددت لأمر الزواج عدته، علماً بأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج معها.

نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً