الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما مدى قدرة البروزاك على علاج اكتئاب ما بعد الولادة؟

السؤال

أعاني من قلق واكتئاب شخصه الأطباء باكتئاب ما بعد الولادة، أنا أتناول الآن البروزاك 20 ملجم، وتناولت ليكستنال مدة 3 أسابيع، سؤالي: هل البروزاك هو الدواء المناسب لحالتي؟ وهل أحتاج زيادة الجرعة لأني لم أتحسن كثيراً، وما هي الآثار الجانبية لهذا الدواء؟

سؤالي الآخر: هل أستطيع أن أترك الدواء الثاني وهو ليستنال مرة واحدة؟ لأنني صراحة سمعت أن أخذه فترة طويلة يؤدي إلى الإدمان، ستقول لي أن أستشير طبيبي، حاولت لكن للأسف الطبيب في إجازة، ولا أدري ماذا أفعل.

أرجو الرد بسرعة لأني محتاجة إلى الرد السريع؛ لأن طبيبي في إجازة، وأنا محتاجة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلقد وصلتنا رسالتك بالطبع، وقد تأملنا فيها ونقول لك: إننا لن نقول لك استشيري طبيبك ما دام غير موجود، وسوف نقوم بالواجب تماماً، ونتمنى أن تكون إجابتنا مفيدة لك.

أود أن أبشرك أن اكتئاب ما بعد الولادة يستجيب للعلاج بصورة فعّالة جدّاً، وأن الدواء الذي وصف لك وهو البروزاك يعتبر من الأدوية الممتازة، ولكن في كثير من الحالات الجرعة العلاجية المطلوبة هي 40 إلى 60 مليجرام في اليوم، علماً بأنه يمكن أن يعطى حتى 80 مليجرام في اليوم، فهو من الأدوية التي تتمتع بدرجة عالية جدّاً من السلامة وقلة الآثار الجانبية السلبية.

إذن: أرجو أن ترفعي الجرعة إلى أربعين مليجرام في اليوم، وهذا الدواء يكون أكثر فعالية في حالات الاكتئاب النفسي الذي يتسم بالشعور بالإجهاد والتعب، وفقدان الطاقات النفسية والجسدية.

إذن: عليك برفع الجرعة إلى أربعين مليجرام في اليوم، وبكل صراحة أقول لك: إن هذا الدواء سليم، وعليك بالصبر وسوف تتحصلين على نتائج إيجابية كبيرة جدّاً.

لا أدعوك لتغيير الدواء في هذه المرحلة، ولكن إذا حدث -لا قدر الله- ولم تتحسن الأمور على جرعة الأربعين مليجرام بعد ثلاثة أسابيع من بدايتها، فربما يكون التفكير الصحيح هو أن نغير الدواء الذي سوف يكون العقار الذي يعرف باسم (إيفكسر)، لأنه يعرف عنه أنه ربما يكون أكثر فعالية من البروزاك، ومع هذا أرجو ألا تستعجلي الأمور، وأرجو أن ترفعي جرعة البروزاك، وآمل أن تتحسن الأمور بصورة كبيرة.

بالنسبة للدواء الثاني فهو (لكستونين/لكستنال) هو دواء مهدئ، ويحسن النوم وجيد جدّاً لإزالة القلق، ولكن يحمل الصفات الإدمانية، والفترة التي تناولت فيه هذا الدواء التي هي ثلاثة أسابيع ليست فترة طويلة؛ لأن هذا الدواء يمكن أن يتناوله الإنسان حتى ستة أسابيع، وأنت لم تذكري الجرعة التي وصفها لك الطبيب، علماً بأن هذا الدواء يوجد في صورة واحد ونصف مليجرام وثلاثة مليجرام وستة مليجرام.

عموماً أيّاً كانت الجرعة يمكنك أن تستمري عليها قليلاً لمدة أسبوع أو أسبوعين مع بداية التدرج الآن في تخفيضه، وبعد نهاية الأسبوعين يمكنك أن تتوقفي عنه تماماً.

أرجو ألا تحسي بالذنب، فكثيراً من الأخوات اللواتي يعانين من الاكتئاب ما بعد الولادة يحدث لديهنَّ شعور بالذنب، وهذا يزيد من الاكتئاب حيال الأدوية.

أما بالنسبة لأسئلتك ولماذا تتناولين الدواء؟ وكيف ترضعين طفلك؟ هذه أسئلة تدور في خلد الناس، وأؤكد لك أن هذا المرض سوف يعالج تماماً، وأن جرعة اللكستونين التي تتناولينها بالرغم من عدم علمي بها إلا أن المدة ليست بالطويلة، وكما ذكرت لك استمري عليه لمدة لا تزيد عن ستة أسابيع، وهذا هو الذي أود أن أقوله.

وأسأل الله لك العافية والشفاء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً