الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب يحب فتاة ويريد خطبتها إلا أن أعذار أهله تقف حائلاً دون ذلك، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أتزوج من فتاة أحبها منذ 9 سنوات، ولكن الأهل عندي معارضين جداً، تارة يحتجون على الوضع الاقتصادي، وتارة على الفتاة، وتارة على أني طالب، مع العلم أني أعمل وأدرس وقد جهزت البيت.

فأرجو منكم النصيحة، هل يجوز للأب والأم أن يختاروا لابنهم العروسة التي يريدونها هم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوفقك في دراستك، وأن يصلح ما بينك وبين أهلك، وأن يرزقك زوجة صالحة.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإنه ومما لا شك فيه أن الشخص هو صاحب الحق الوحيد في اختيار زوجته وشريكة حياته ما دام راشداً عاقلاً واعياً معظماً لشرع الله ويختار زوجته وفق الضوابط الشرعية، وهذا حق قد كفله لك الشرع بلا خلاف، إلا أن الشرع لم يغفل ضرورة مراعاة رضا الوالدين وتطييب خاطرهم ربما ولد إقناعهم والتفاهم معهم، ودراسة وجهة نظرهم حتى لا يؤدي ذلك إلى قطع الرحم، وهذا ما أوصيك به ألا وهو محاولة إقناعهم بوجهة نظرك وتفهم وجهة نظرهم لاحتمال أن تكون صواباً ونافعة لك، وفوق ذلك، كم أتمنى أن تؤجل هذا الأمر الآن ما دمت تدرس، وما دام أهلك غير موافقين ويبدون لك أعذاراً قد تكون صحيحة، فأرى وهذا رأي أن تتفرغ لدراستك، وأن تجتهد في التفوق والانتهاء منها في أسرع وقت، وبعدها تعاود الكرة مع أهلك بعد الاستعانة عليهم بالله تعالى، خاصة إذا كانت الأخت تستطيع فعلاً هذه التضحية.

واعلم أخي أحمد أنه إذا كان لك نصيب في هذه الفتاة فثق وتأكد بأنه لم ولن يتزوجها سواك؛ لأن هذا الأمر من أقدار الله التي لا ترد، نعم أنا معك في أنك جاهز، وأن لديك من الدخل ما يكفيك، ولكني لا أريد لك أن تقاطع أهلك وتفقدهم بسبب هذا الزواج حتى وإن كانوا لا حق لهم في ذلك، واعلم أن الله قد يكرمك ببرك بوالديك وإكرامك لهم ومراعاة ظروفهم بكرامات لم تكن في حسبانك مطلقاً، فأرى أن تحاول معهم مرة أخرى، وأن تستعين ببعض أقربائك من المقبولين عند أهلك لإقناعهم بزواجك من هذه الأخت شريطة أن تكون صالحة ومتدينة ومن أسرة محترمة ومناسبة.

وأنا واثق من أنك ستنجح في إقناعهم بإذن الله، والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً