الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التركيز على الرجلين واليدين والعينين مما يعيق الحركة (أعراض وسواسية)

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي هي أفكار سلبية تحشو فكري رغم أني أعلم أنها تافهة وغير صحيحة لكن لم أستطع التخلص منها إلا بعد جهد جهيد، ومثال عن هذه الأفكار المضحكة التركيز على رجلي ويدي وعيني مما يعيق حركاتي ويسبب لي الحرج أمام الناس، وأحياناً أشعر كأني أريد أن أسقط ويختل توازني خلال المشي وأشعر أن الناس ينظرون إلي، هذه أهم معاناتي.
إلا أنني لم أستسلم ولم أدع نفسي تقتنع بها بل حاولت أن أفهم مشكلتي بنفسي من خلال بعض الكتب ووجدت تقنيات أوصلتني إلى التحسن نوعاً ما ولكن هذا لا يكفي أريد أن أعود كما كنت، هل هذا مرض عصبي يحتاج إلى العلاج عند طبيب الأعصاب وبالتالي آخذ أدوية؟ وسبق أن زرت طبيباً نفسياً ونصحني بعدم أخذ الأدوية؛ لأن آثارها سلبية، ولا تعطي نتيجة إيجابية. أرشدوني.. دلوني على الطريق الذي سيوصلني إلى الشفاء جزا كم الله خيراً إخوة الإيمان، إنَ ثقتي فيكم كبيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كمال حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفق معك تماماً أن هذه الأعراض هي من أعراض الوسواس القهري، ولا أعتقد مطلقاً أنها ناتجة من أي خلل أو مرض أصاب الأعصاب، هي أفكار وسواسيه قهرية متسلطة ومن الواضح أنها جعلتك أيضاً تصاب ببعض الظنان البسيط، بمعنى أنك ترى أن الناس ينظرون إليك أو يراقبونك أو كأنك مرصود، وهذا يحدث..

أنت ذكرت أنك قرأت بعض الكتب التي بها بعض التقنيات النفسية المعرفية وقد أفادتك بعض الشيء، عليك أن تواصل في هذا المنهج، فالوسواس القهري دائماً يعالج بالمثابرة وبالصبر وبتحقير الفكرة أو الفعل وأن يقوم الإنسان بعمل فعل مضاد لها، هنالك بعض التقنيات البسيطة التي أرجو أن تتبعها، فأرجو أن تجلس في مكان هادئ وتتأمل في هذه الأفكار وحاول أن تستجلبها وتركز عليها ثم بعد ذلك قل بصوت عالٍ: هذه فكرة تافهة هذه فكرة تافهة لن أتبعها لن أتبعها لن أتبعها – قلها خمس مرات – ثم بعد ذلك فكر في الفكرة مرة أخرى وقم بالضرب على يدك بقوة وشدة حتى تحس بالألم، أقرن الفكرة الو سواسية هذه بالألم، حين تكرر ذلك سوف يؤدي ذلك إلى إضعاف الفكرة.

كما يمكنك أن تتأمل هذه الفكرة وكأنها تحت قدمك أو تحت حذاءك، هذا من قبيل التحقير، قل: هي الآن تحت حذائي وتحت قدمي ولن أعطيها أي اهتمام.. هذه هي تقنيات علمية فنية إذا أخذها الإنسان بجدية سوف يجد فيها خيراً كثيراً..
مع احترامي الشديد للطبيب النفسي الذي قابلته إلا أني أرى – وهذه وجهة نظر – أن الأدوية أيضاً سوف تساعدك؛ لأن الجانب البيولوجي أو الجانب الكيميائي لا يمكن تجاهله مطلقاً في الوساوس القهرية، فهنالك بعض الأماكن في المخ خاصة ما يعرف بنواة كوديت ومناطق أخرى في الفص الصدغي وجد أنها تتغير بيولوجيّاً وكيميائيّاً بعض الشيء في حالات الوساوس القهرية..

وعليه لابد من تناول العلاج، ومن فضل الله تعالى هنالك أدوية فعّالة وممتازة وجيدة وغير إدمانية وغير تعوديه وهي سليمة جدّاً فأرجو ألا تحرم نفسك منها. والدواء الذي أرشحه هو (سبرام) وهو موجود في السودان ومن الأدوية الجيدة جدّاً، فأرجو أن تتناوله بجرعة 20 مليجرام (حبة واحدة) ليلاً وتستمر عليها لمدة شهر، ثم ارفعها إلى 40 مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، وبعد انقضاء ستة أشهر خفض الجرعة إلى 20 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك أن التوقف عن الدواء.

هنالك أدوية بديلة كثيرة جدّاً مثل: بروزاك، فافرين، سبراليكس؛ وكلها متوفرة في السودان، وهي أدوية طيبة وفعالة ولكن يمكنك أن تبدأ بالسبرام.

يمكنك أيضاً أن تقابل الأخ الدكتور عبد العزيز محمد عمر وهو طبيب نفسي بارع ومتميز جدّاً وصاحب خلق وأستاذ بكلية الطب في جامعة الخرطوم ويمكن أن تذكر له أنك آتٍ إليه عن طريق الدكتور محمد عبد العليم، وسوف يقدم لك إن شاء الله كل المساعدة إذا رأيت ذلك ضروريّاً.

أرجو أن تثق في نفسك وأنا أؤكد لك تماماً أن هذه الحالة يمكن علاجها، كما أن الوساوس يعرف أنها تأتي في مرحلة معينة وهي تزداد وتنقص ولكن في نهاية الأمر إذا التزمت بهذه العلاجات السلوكية مع الأدوية سوف تختفي الوساوس تماماً.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً