الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الزوجة التي لا تحترم زوجها ولا تحفظ سره.

السؤال

السلام عليكم.

أنا مهندس بوظيفة جيدة، وعلى خلق ودين -والحمد لله-، تعرفت إلى فتاة وعقدت عليها، وحدثت بيننا مشاكل كبيرة أثناء فترة الخطبة وصلت إلى درجة الفسخ من جانبي، إلا أن الخوف من الله، وحبي لها، واحترامي لعائلتها جعلني أستمر معها، إلى أن دخلنا في بيت واحد، والآن مر شهران على زواجنا، فبدأت أرى منها صفات سلبية جداً تؤثر علي كثيراً، منها مثلاً عندما نتناقش في شيء وآخذ رأيها تقوم بنقله إلى أهلها ثم الاستهزاء بي.

وأيضاً علاقتي بأهلي؛ فهي تحاول منعي من زيارة أهلي، وتعادي والدتي، رغم أن (والدتي) غير مقصرة معها أبداً وتحترمها، ووصلت زوجتي إلى درجة تهديدي بأن لا تصعد معي في سيارتي إذا صعدت والدتي، وتتهم أهلي بمختلف الاتهامات الكاذبة أمام أهلها، وأيضاً عندما تزورنا إحدى أخواتها أو أقربائها تحاول أن تنزل من شأني دائماً.

هناك أيضاً الأمور المادية، زوجتي وإثر طلباتها الضخمة اضطررت إلى الاستدانة، وقد وعدتني بأن تساعدني في إعادة الديون بعد الزواج، أما الآن فهي منشغلة بجمع نقودها، وحتى الهدايا التي قدمتها لها تضعها عند والدتها، علماً بأنها أيضاً موظفة، أركض النهار كله لأجلها وهي منشغلة بنفسها فقط، ومؤخراً رجعت لتزور أهلها، وقد تأخرت هذه المرة واشتقت إليها، فقمت بزيارتها، واستقبلتني بوجه متهكم، وبالانتقادات التي تسمعني إياها مراراً، فحينها لم أحتمل، ومن لحظتها كرهتها من كل قلبي، وانفجرت وأخبرتها بأن تصرفاتها جعلتني أكرهها، وأنها يجب أن تتغير حتى أستطيع الاستمرار معها، وأخبرت أهلها بتصرفاتها وتركتها هناك.

حالياً أكرهها من كل قلبي، وكل ما أتذكره هو ذكريات أليمة من أيام الخطوبة وهذان الشهران اللذان عشتهما معها، حاولت معها مراراً أن أوضح لها بأن تصرفاتها خطأ، وشرحت لها من ناحية الدين، وأن ما تفعله تأثم عليه، ولكن بدون فائدة، فأنا لم أقصر معها، وفعلت لها كل ما تريد.

الآن بدأت أفكر بالطلاق، وهي بعد الحادثة الأخيرة حاولت الاتصال بي، إلا أني لم أستطع الرد عليها بسبب كراهيتي لها، أرجوكم أرشدوني ماذا أعمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المهندس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن في تركها عند أهلها اختياراً لها، فأعطها هذه الفرصة، وإذا كلموك فضع لهم ما عندك من الشروط والضوابط، وأرجو أن تعلم هذه الأخت أن الحياة الزوجية لا يمكن أن تسير بهذه الطريقة، وأنت تشكر على صبرك وحكمتك، وسوف تؤجر على كل ذلك إذا احتسبت وقصدت وجه الله.

ولا يخفى على أمثالك أن الحياة الزوجية تحتاج إلى صبر على الأذى، وبذلك تكتمل حلقات حسن العشرة، وقد أسعدني صبرك واحتمالك لما صدر منها، والإنسان لا يندم على التأني، لكنه يندم على العجلة، فاحسب لكل خطوة حسابها (وقدر لرجلك قبل الخطو موضعها)، واجتهد في البحث عن أسباب ما يحصل، وهل توجد هذه الأخلاق في نساء أهلها أو في صديقاتها؟ وهل أنت ناجح معها في فراشها؟ وهل هناك أمراض تعاني منها؟ وهل هي من النوع الذي يتأثر ويعتذر لك إذا غضبت؟ وهل هذه التصرفات تحصل فقط أمام الناس أم تحصل بينكما في كل الأحوال؟

ولا شك أن الطلاق حق للرجل، ولكننا نتمنى أن يسبق هذا الأمر دراسة عميقة، ونظر في العواقب، وتأمل طويل في الخيارات البديلة، وتفكير في الآثار الجانبية، وردود الأفعال المتوقعة، ولن تعدم خيراً إذا عرضت الأمر على العقلاء من أهلها، ونسأل الله أن يؤلف بينكما.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحباً بك مع إخوانك في الله، واعلم أن الأمر لله، فالجأ إلى الله واستعن بالله، واشغل نفسك بطاعة الله.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك للخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً