الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع المقررات الفلسفية الغربية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف يمكن التعامل مع المقررات الفلسفية الغربية التي تدرس في كثير من بلاد المسلمين، مع أن هناك شبه تغيب للفلسفة الإسلامية؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ اليمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق والإيمان.

وبخصوص ما ورد برسالتك فكما لا يخفى عليك أن العلم لا يرد عليه ولا يثبت خطأه إلا العلم، ولذلك لكي نثبت بطلان ما عليه غيرنا لابد لنا أن نتسلح بالعلم وننهل منه على الأقل القدر الكافي لرد هذه الشبهات التي لم ولن تتوقف، وتلك هي سنة التدافع بين الحق والباطل منذ خلق السماوات والأرض.

والفلسفة - كما لا يخفى عليك - ما هي إلا عصارة عقول جبارة أرادت أن تضع نمطاً للحياة يتحقق به أكثر قدر ممكن من السعادة للبشرية، إلا أنه نظراً لأن هؤلاء العلماء لم يكونوا أكثرهم من المسلمين فقد عالجوا جميع القضايا المطروحة من منظور عقائدهم الفاسدة وتصوراتهم المنحرفة عن الكون وخالقه ومنزلة الإنسان داخل منطوق الوجود، وهذه ألقت بظلالها على أفكارهم وتصوراتهم وما سجلته أقلامهم، وهؤلاء عندما كتبوا إنما كتبوا لأنفسهم ومن هو على شاكلتهم، ومع مرور الزمن قام بعض المسلمين بنقل هذه الأفكار إلا أن منهم من وقف منها موقف الند القوي ففندها وأذهب ريحها ونقضها كما ينقض الجدار لبنة لبنة.

ومن المسلمين مع الأسف الشديد من كان كحاطب ليل جمع الغث والسمين والصالح والطالح دون أدنى تمحيص أو تنقية فأضر بالمسلمين ضرراً بالغاً وأدخل على المسلمين شراً مستطيراً إلا أن الله قيَّض لهذه الأمة رجالاً أفذإذن وعلماء جهابذة نقضوا هذا الكلام وأثبتوا فساده وبطلانه وقدموا للمسلمين فلسفة إسلامية نقية نابعة من نور القرآن وهدى السنة، وبمقدورك أن تتطلع على كتبهم وتستفيد منها، ومن هذه الكتب كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، ومن المعاصرين ستجد كثيراً منهم قد ألف في هذا، فعليك بالإطلاع عليها، واجتهد أنت في الوقوف أمام هذه الفلسفات المنحرفة، فهذا من أعظم أنواع الجهاد شريطة أن تزود بقدرٍ وافر من الفلسفات والمعارف الإسلامية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً