الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محتارة في ترك وظيفتي بسبب سوء طباع الموظفين فانصحوني!

السؤال

أنا فتاة أعمل في شركة، ولكني غير راضية عن العمل فيها لما فيها من متاعب، وهذه المتاعب ليست في العمل، ولكن في الناس، فلقد تغير الناس كثيراً، أرى المنافقين والكاذبين، والحمد لله أحاول جاهدة أن أكون في حالي بعيدة عنهم، وأيضاً في هذا المكان لا يوجد عدل؛ فمن يعمل مثل الذي لا يعمل، بل أحياناً أحس أن الذي لا يعمل هو الأفضل ويحصل على حقوقه كاملة!

مشكلتي أنني أحاول البحث عن عمل آخر، وتقريباً يمكن الحصول على عمل في الحكومة، لكن بعقد مؤقت يتجدد كل عام، مع العلم أن الراتب قليل جداً، تقريباً نصف أجري الحالي، لكني أبحث عن راحتي والبعد عن الناس الذين لا يعرفون ربهم، والمشكلة أن هذا العمل الجديد كي ألتحق به يوجد بعض الموظفين من ذوي النفوس الضعيفة، ويريدون مبالغ مالية، وهي مبالغ ضعيفة لكني أرى أنها حرام؛ لأنها تعتبر رشوة، والراشي والمرتشي في النار، وإن كانوا يسمونها تحت مسميات أخرى، لكني محتارة، فهل أرضى بما أنا فيه أم ألتحق بالعمل الآخر؟ أم ماذا أفعل؟

أريد منكم المعاونة، وكيف أفعل ما يرضي الله؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ A .m حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنك تستطيعين أن تجبري الآخرين على احترامك بتمسكك بدينك وحرصك على حجابك، قال تعالى: (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) [الأحزاب:59]، وقد اعترف الشباب بمن فيهم من صالحين وفساق بأن المرأة المحتشمة تجبرهم على احترامها، ولا شك أن سؤالك هذا يدل على أنك محترمة ولله الحمد، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك كل خير.

نحن ننصحك بأداء عملك على الوجه الأكمل مهما رأيت من ظلم وتهاون من بعض الموظفين؛ لأنك مسئولة أمام رب العالمين، والله سبحانه يحب من أحدنا إذا عمل عملاً أن يتقنه، وعلى الظالمين تدور الدوائر، وإذا كنت مستفيدة مادياً من العمل الأول فحافظي عليه طالما استطعت أن تحافظي على دينك، واتركي العمل إذا شعرت أن دينك وعرضك في خطر.

اعلمي أن المرأة المسلمة لا يجوز لها العمل إلا إذا كانت محتاجة وليس هناك من يستطيع أن ينفق عليها، أو إذا كانت الأمة محتاجة لخدمتها كالمدرسة والطبيبة، والشرط في كل ذلك أن تخلو بيئة العمل من المخالفات الشرعية.

لا يخفى عليك أن المسلمة إذا تحيرت فلم يظهر لها وجه الصواب والمصلحة؛ فإنها تستخير ربها وتستشير محارمها وصديقاتها، ثم تتوجه إلى من بيده الخير، وتتوكل على الحي الذي لا يموت، ونحن لا ننصحك بالاستعجال في ترك وظيفتك الأولى، وعليك بكثرة التأمل قبل اتخاذ القرار المناسب.

ما يتعلق بتقديم مبالغ مالية بسيطة من أجل الحصول على وظيفة؛ فالخطأ يكون على من يطلب هذا المال، وليس عليك أنت طالما كنت مؤهلة لهذا العمل، ودخلت فيه بطريق قانوني، فليس عليك في هذا إثم -إن شاء الله- طالما استخرجت به حقاً لك، وإنما الراشي يكون في تقديم الرشوة لاقتطاع حق ليس له أو يترتب عليه الإضرار بالآخرين.

هذه وصيتي لك بتقوى الله، وعليك بالصبر فإنه أوسع عطاء، ولا أظن أن الحياة تخلو من المشاكل، ورغم أنك لم تذكري لنا نوع المشاكل التي تواجهك وأسبابها، إلا أننا نعتقد أن الحكمة مطلوبة، وأن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك له.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً