الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرغبة في الزواج بثانية في بلاد الغربة لإعفاف النفس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

جزاكم الله تعالى على هذا الجهد العظيم، وجعله في ميزان حسناتكم.

أنا متزوج منذ 10 سنوات، ولدي 3 أطفال، وأقيم وأعمل في دولة عربية إسلامية أخرى من أجل الكسب ولقمة العيش، وزوجتي وأولادي يقيمون ببلدنا الأصلي، المشكلة تكمن في وجود الإغراءات الكثيرة هنا المتعلقة بالنساء من حيث التبرج الشديد، والاختلاط السافر، بل وسهولة إقامة علاقات جنسية محرمة، أعاذنا الله وكافة المسلمين منها، ولما كنت حريصاً على ديني وعلى عدم معصية ربي، وأيضاً لا أستطيع إحضار زوجتي للإقامة معي هنا لاعتباراتٍ كثيرة، لذا فكرت في الزواج بزوجةٍ أخرى أستطيع أن أعف نفسي من خلال علاقة شرعية ترضي الله ورسوله، والمشكلة أن زوجتي لن تتقبل هذا الوضع مطلقاً، وغالباً سوف تطلب طلاقها وتشرد أولادنا وتخرب بيتنا؛ لأنها غير ملتزمة دينياً بدرجةٍ كافية تمكنها من فهم أن التعدد من الحقوق الأصيلة للرجل، وأيضاً متوقع منها ردود أفعال عنيفة جداً لعصبيتها الشديدة، فكرت أيضاً في الزواج بدون علمها، ولكن لابد من أن يأتي اليوم الذي ينكشف فيه كل شيء، وأنا أخشى ذلك اليوم، أفيدونا أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن شريعة الله أباحت للرجل أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، وجعلت تحقيق العفاف من أهداف الزواج الأساسية؛ لأن في ذلك حفظ وصيانة للمجتمعات والأفراد، ولكن الحياة الزوجية حقوق وواجبات ومسئوليات، ولذلك فنحن ننصحك في دراسة الموضوع من كافة جوانبه، وحبذا لو تمكنت من الرجوع إلى زوجتك والعيش مع أولادك بما تيسر، فإن ذلك حفظٌ لنفسك ولأولادك وأسرتك، ولا أظن أن هناك فوائد كبيرة إذا ترتب على بناء أسرتك الجديدة خراب أسرتك الأولى وضياع أولادك، ولست أدري كم سيبقى لك من الأموال إذا فتحت بيتاً جديداً؟ وهل بإمكانك العدل والاستطاعة المادية لذلك؟ ولماذا لا تحاول المجيء بها إليك أو العودة النهائية إليها؟

وعليك أن تعلم أن صيانة عرضك تبدأ من صيانتك لأعراض الآخرين.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأنت أعلم من غيرك بأحوالك، وليس وجود المغريات والمتبرجات عذراً في الوقوع في المنكرات، فاتق الله حيثما كنت، وقدر لرجلك قبل الخطو موضعها، ولا تقدم على هذا الأمر إلا بعد استخارة واستشارة ودراسة متأنية، وناقش مشاكلك بصورة شاملة.

ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً