الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صدق النية في الزواج والارتباط ليس مبرراً للمخالفات الشرعية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

خطبت منذ أربعة أشهر لابن عمتي، وهو شاب عمره (29 سنة) وعلى دين وخلق والحمد لله، وأنا متحجبة وعلى قدر من الالتزام، وقد حصل منذ شهرين على ترقية في عمله إلى رتبة مدير عام بالوكالة، فأتى بي لأشتغل معه على أنه أفضل لنا في المستقبل، ومع مرور الوقت ضعف إيماني وإيمانه مع إصرار الأهل على رفض عقد القران قبل سنة من الزواج.

علماً أن الزواج سيكون في (2008م)، وصرنا نضم بعضنا مرة بعد مرة، مع أننا لم نغفل أبداً عن ذكر الله والاستغفار، وكان يقول دائما: "أنت زوجتي ولن أتخلى عنك أبداً وكان يقسم على ذلك".

وفي كل مرة نعزم على عدم المعاودة والبكاء لله والتوبة إلا أننا نضعف في النهاية لأننا نحب بعضنا كثيراً، حتى وصل بنا الأمر مؤخراً إلى تبادل القبل، نسألكم الدعاء لنا بالمغفرة، وهل هذا جائز بما أنه صادق النية في الزواج والارتباط؟

أفيدونا، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Afef حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس، والبر ما اطمأنت إليه النفس، وتوبتك والبكاء دليل على أنكما وقعتما في أخطاء، وأحذركم ونفسي من توبة الكذابين وهي أن يتوب الإنسان وقلبه يظل متعلقاً بالمخالفة، واعلموا أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل، وأنه يستر على الناس فإذا تمادوا في العصيان ولبسوا للمعاصي لبوسها هتك سترهم وفضحهم وخذلهم.

وليس للمتحابين مثل النكاح، وصدق الرغبة لا يبيح الوقوع في القبلات واللمسات، فإن هذا الشاب لا يزال أجنبيا عنك: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، والإنسان إذا بدأ حياته بالمخالفات فقد يبدل الله مشاعر الحب إلى كره ونفور وندامة وثبور.

ونحن إذ نشكر لك هذه النفس اللوامة التي دفعتك للسؤال، وندعوك إلى تعظيم الكبير المتعال والبعد عن هذا الشاب وتجنب الخلوة به مع ضرورة المسارعة بإكمال مراسيم الزواج وإجراء العقد الرسمي والدخول، وعندها سوف يباح لكم فعل كل ما يحقق لكم المتعة الحلال.

وهذه وصيتي لكما بتقوى الله واحمدوا الله أنكم تعرفون أن ما يحصل خطأ، ولكن أخشى إذا استمر الوضع أن تألفوا المخالفات وتقعوا في غضب رب الأرض والسموات، وأرجو أن تكرروا رغبتكم في إتمام مراسيم الزواج، وأدخلوا في ذلك الوجهاء والفضلاء، واطلبوا مساعدة العقلاء من العمات والأخوال والصلحاء، واعلموا أن خير البر عاجله، وتذكروا أن من يستعجل الشيء قبل أوانه قد يعاقبه الله بحرمانه، واعملوا أن العواطف الهوجاء قبل الرباط الشرعي خصم على سعادتكما ومدخل خطر للشيطان الرجيم، وما أحوج أصحاب الدين إلى أن يكونوا قدوة لغيرهم.

ونسأل الله أن يحفظكم ويسدد خطاكم وأن يجمع بينكما على الخير.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً