الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرورة إعانة الزوجة زوجها على البر بأهله وصلتهم

السؤال

السلام عليكم.

أصبحت كل المشاكل بيني وبين زوجي بسبب أهله، تعبت جداً عندما يكون معهم، ينساني ولا يهتم ولا يشعر بي، مع أنهم لا يهتمون به ولا يسألون عنه. أفيدوني جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فشجعي زوجك على بر أهله وصلتهم، واعلمي أن ذلك يرفع قيمتك عنده وعندهم ويجلب لك رضى الله، وسوف يجلب لك هذا التصرف الأبناء البررة، فإن الجزاء من جنس العمل، وأصلحي ما بينك وبين الله وسوف يصلح الله ما بينك وبين الناس، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذبنا وذنبك.

وأرجو أن تعلمي أن أول الناس بالرجل أمه وأولى الناس بالمرأة زوجها، ولست أدري كيف تهتم به أمه وهي صاحبة الحق الأكبر وسعادته ونجاته في برها والإحسان إليها.


وقد ظهر من السؤال أنك تسكنين في مكان منفصل عنهم وهذا مما يخفف حدة التوترات، فلا تنتبهي لثقافة المسلسلات التي تعلن الحرب على الحموات، فأنت ولله الحمد من المسلمات، فاعملي بما يرضي رب الأرض والسموات، وطالبي بحقك فقط ولا تطالبيه بهجر الإخوان والأخوات وأسرته والأمهات.

ولا شك أن المشاكل التي تكون من طرف الأهل أخف ضرراً وأقل خطراً لأنهم أطراف خارجية، فكيف هي علاقتك مع زوجك بعد صلتك بالله، كما أن سبب تدخلات الأهل هو الفشل في إدارة الأزمات الداخلية.

ولذا فنحن ننصحك بالتفاهم مع زوجك، وتجنب الحديث عن أهله، واحرصي على إظهار المشاعر الطيبة حتى يبادلوك المشاعر، وإذا علم زوجك بصبرك واحتمالك لأهله زاد اهتمامه بك وبأهلك، ولا يخفى على أمثالك أن أم الزوج وأخواته قد تحصل عندهم غيرة من زوجة أخيهم وابنهم، وذلك لأن زوجة الابن جاءت لتشاركهم في جيبه وفي حبه، كما أنهم يلاحظون أي تغير سلبي يحصل لأخيهم وقد ينسبونه لزوجته؛ لذلك ينبغي للزوج أن يواصل الاهتمام بأهله ويزيد منه بعد الزواج لأن ذلك خير له ولزوجته، كما أن الحكمة تقتضي أن لا يظهر التكريم الزائد لزوجته أمامهم، والصواب أن يكرمها ويلاطفها بعيداً عنهم وعن غيرهم، وقد تزداد الغيرة في حالة الولد الوحيد أو الصغير أو البار لأهله، فعاوني زوجك على البر واسألي الله له ولك الخير وتجنبي ما يجلب الضير.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك الخير وأرجو أن تتوجهي إلى من بيده الخيرات، وأكثري من ذكر الله والطاعات وتذكري أن الحياة لا تخلو من الأزمات لكن الفلاح يكون بعد توفيق في حسن إدارة الخلافات.

ونسأل الله لكم الاستقرار والسعادة والفلاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً