الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رجل يسب الدين بينه وبين نفسه.

السؤال

السلام عليكم.

أريد أن أسأل عن بعض المواقف التي حدثت لي خلال الأيام القليلة الماضية، وهي: عندما استيقظت من النوم في الصباح وما زلت في الفراش دار حديث بيني وبين نفسي، وقد سببت الدين في هذا الحديث، فنطقت بالشهادتين واغتسلت للدخول في الإسلام، حيث أعلم أن من سب الدين فقد كفر، ثم مرت أيام قليلة ثم دار حديث آخر بيني وبين نفسي وسببت الدين فيه أيضاً، ثم موقف آخر، وفي كل مرة أنطق بالشهادتين وأغتسل من جديد.

وفي آخر مرة بينما كنت أقود سيارتي كانت ورائي سيارة تقودها سيدة وتريد اجتيازي، ففسحت لها المجال وذهبت إلى حال سبيلها، ولكن دار حديث في نفسي على الفور وهو أني أثناء اجتيازها لي قامت بشتمي فقمت برد الشتيمة عليها وسببت الدين لها، وكل هذا الحديث دار في نفسي ولم يكن في الحقيقة، ولم أغتسل وأنطق بالشهادتين كما فعلت في المرات السابقة؛ لأنني أعتقد أن هذه من وساوس الشيطان إلا أني متضايق جداً من ذلك لأنني في شك من أمري هل أنا على الإسلام أم لا؟!

أفيدوني وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناجي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت – بإذن الله – على الإسلام، وأرجو أن تتوب لمن لا يغفل ولا ينام، واحرص على اللجوء إليه فإنه يجلب الخير ويدفع الشرور والآثام، والسعيد هو الذي يواظب على ذكره على الدوام.

ومرحباً بك في موقعك بين إخوانك وآبائك الكرام، ونسأل الله أن يحسن لنا ولك الختام، وأن يحشرنا وإياك في زمرة رسولنا خير الأنام.

واعلم أن حديث النفس معفو عنه ما لم يتحول إلى قول أو عمل، ومن هم بسيئة ولم يعلمها كتبها الله له حسنة واحدة، فإن هم بها فعملها كتب الله له سيئة واحدة، فإن أتبعها بحسنة كان ذلك محواً لها؛ لأن الله يقول: (( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ))[هود:114]، فإن كانت الخطيئة كبيرة احتاج صاحبها إلى توبة نصوح، والتوبة من أكبر الحسنات، وهي واجبة في كل الأوقات، و(التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، وأرجو أن تحمد الله الذي رد كيد الشيطان إلى الوسوسة، ولن تضرك الوساوس إذا التزمت بالإسلام وواظبت على الصلوات والطاعات.

ونحن ننصحك بما يلي :-

1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.

2- إهمال الوساوس فإن الإهمال فيه علاج.

3- شغل اللسان بذكر الله وتلاوة القرآن وكثرة الاستغفار.

4- تجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، والوحدة خير من جليس السوء، وصحبة الأخيار أمان من الأخطار.

5- شغل النفس بالخير والطاعات قبل أن تشغلك بالوساوس والمنكرات.

وقد أحسنت فإن سب الدين يخرج من الإسلام، إذا كان عن عمد ووعي، أما ما تراه من تخيلات ووساوس ليس لها حقيقة في الوقع فلا تتأثر ومع ذلك فنحن ندعوك إلى كثرة الاستغفار.

وعليك بالتعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم، وطارد الخطرات قبل أن تتحول إلى أفكار، وطارد أفكار السوء قبل أن تتحول إلى إرادة، وعالج الإرادة قبل أن تتحول إلى قول أو عمل، فإذا حصل الخطأ عجل بالرجوع.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ونسأل الله لك الثبات والسداد.

وبالله التوفيق والسداد.
--------------------------------------------------------
انتهت إجابة المستشار/ د. أحمد الفرجابي، ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول كيفية التخلص من الوساس في العقيدة : (244914 - 260030 - 263422 - 259593 - 260447 ).

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً