الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التقيتها لأتعرف عليها أكثر، فما موقف الشرع؟

السؤال

أنا شاب تونسي عمري 30 سنة، متدين، تعرفت منذ حوالي شهر على فتاة عن طريق الإنترنت، الفترة الأولى كنا نتبادل الإرساليات وعرفت من خلالها كونها متدينة وهي أصيلة، بلدتها تبعد عن بلدتي أكثر من 60 كم، لكنها حالياً تقيم في بلدتي للدراسة.

ومنذ أن تعارفنا كلمتها مرة باستعمال المايكرفون على نفس الموقع وذلك دون أن أرى صورتها، ومن خلال حديثنا وتبادلنا للإرساليات أحسسنا بنوع من الارتياح فاتفقنا أن نلتقي في مكان عام وذلك بعلم أختها الكبرى وخطيبة أخيها.

وبالفعل حصل اللقاء، وتحدث خلاله كل منا عن نفسه (خصاله، ماذا يحب، ماذا يكره؟ ...) وتكونت لدى كل منا فكرة وصورة أوضح وأشمل عن الآخر.

أنا أريد أن أتعرف إليها أكثر ثم أكلم ولي أمرها.

الأسئلة:
1- ما موقف الإسلام مما حدث بيننا إلى الآن؟
2- ما هي الخطوة الموالية التي من المفروض القيام بها؟
ولكم مني جزيل الشكر، والسلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الإسلام لا يمنع التعارف والرؤية ولكنه يشترط أن يكون ذلك بعلم المحارم وحضور بعضهم؛ لأن في ذلك طاعة لله ومحافظة على ثقة الأسرة بالفتاة، وفي ذلك فرصة للتعرف على أهل الفتاة وإمكانية مشاركتهم في اتخاذ القرار وغير ذلك من الفوائد العظيمة مثل تعميق الأواصر وتحقيق معاني الألفة والمحبة والإخوة.

ولا شك، علم أختها وخطيبة أخيها لا يكفي حتى يكون بعض المحارم حاضرا، وحتى هؤلاء النسوة لم يحضرن معها وبذلك تكون قد حصلت بينكما الخلوة، (وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان هو الثالث) فاستغفروا الله مما حصل واحمد الله الذي حفظكم من الزلل والتزموا بشرع الله عز وجل.

ولا مانع من التعرف عليها بعد طرق الأبواب ومقابلة أوليائها الأحباب؛ لأن الخطبة إنما شرعت لتحقيق التعارف والتآلف ولتكون مقدمة لعلاقة شرعية كاملة علماً بأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة تحول هذه العلاقة الرسمية ومعلنة مع ضرورة تعجيل النكاح، فإنه (لم ير للمتحابين مثل النكاح).

ونسأل الله أن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً