الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب يريد الزواج من فتاة متدينة لكن أباها يعمل مغنياً

السؤال

أنا شاب مصري، أعمل في السودان مهندساً مدنياً، لي ابنة خالة أحبها وأقدرها، متدينة لكن المشكلة في والدها حيث إنه يعمل مطرباً للأغاني ولديه فرقة فهل أتزوجها أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاطف حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العبرة بصلاح دين الفتاة وحسن خلقها، ثم بميلك إليها، كما أن الخالة أم وبنت الخالة في أرفع المنازل، والله سبحانه يقول: (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ))[الأنعام:164] ولا تلام البنت على ما يفعله والدها إلا إذا رضيت وسكتت وشاركت، وربما كان في زواجك منها إخراجاً لها من بيئة الغناء، وأن يصلح على يديك زوج خالتك وسائر الأقرباء، وأن يقدر لك الخير ويختم لنا ولك بخاتمة السعداء!

وأرجو أن تعلم أن كثيراً من الفنانين كما يسمونهم لا يعلمون حرمة ما يفعلونه، ويؤسفنا أن نقول: إن هنالك من يتساهل في إصدار الفتاوى ويترخص في هذا المجال، وهذا سبب لاستمرار بعضهم في لهوه والغناء، وليتهم علموا أن غناء اليوم لا يخلو من المخالفات الشرعية في كلماته؛ حيث توجد في الأغاني كلمات شركية وأخرى فيها استهزاء بالله أو برسوله أو بكتابه، كما أنها لا تخلو من التبذل في وصف محاسن النساء، وتجمع إلى كل تلك الشرور ما يصاحبها من الموسيقى.

ولا تخلو ساحات الغناء من الاختلاط المحرم، والغناء رقية الزنا، وقد قال مالك: " إنما يفعله عندنا الفساق " مع أن الغناء في زمانهم كان عفيفاً إلى حدٍ كبير، ولكن مع ذلك قال ابن عباس لمن سأله عن غناء الأعراب: (أرأيت إن جمع الله الخير في ناحية والشر في ناحية ففي أيها يكون الغناء؟ فقال السائل: في جانب الشر. فقال له ابن عباس: ارجع فقد افتيت نفسك) وصدق رحمه الله، فإن (البر ما اطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس)، وقد قال عمر بن عبد العزيز لمؤدب أولاده: ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الغناء.

وعلى كل حال فنحن نقترح عليك المضي قدماً في مشروع الزواج من بنت الخالة، والتعاون معها في النصح والإصلاح، مع ضرورة الدعاء لمن بيده مفاتيح القلوب.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، وعليك بكثرة اللجوء إلى الله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والصواب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً