الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نشر الرسائل بأعدادٍ معينة لاكتساب أجرٍ معين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أستفسر عن الرسائل التي تُرسل على الإيميلات ويُقال فيها: أرسلها إلى عدد معين وستكسب الأجر الفلاني، وبعض الأشخاص يصدقون هذا الشيء، ولكنني أشعر بأنه رياء؛ فما رأيكم في ذلك لأنني لا أرسل هذه الرسائل، ولا أقتنع بهذه الطريقة؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بشرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا تصدقي ما يُكتب في تلك الرسائل، واعلمي أن الله أكمل لنا الدين وأتَمَّ علينا النعمة والفضائل، وبعث فينا رسولاً خصَّه بكمال الخِلقة وحسن الخُلق والشمائل، ومرحباً بفتاة الإسلام في موقعها بين آباء وإخوان أسعدهم كمال عقلها وحسن فهمها، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرها، وأن يلهمها رشدها، وأن يجعلها قرة عين لأهلها.

ولا يخفى على أمثالك أن مثل هذه الممارسات تكثر في أيام ضعفنا وبعدنا عن الينابيع الصافية، ونحن في الحقيقة نُراهن على وعي شبابنا وفطنة فتياتنا.

ويؤسفنا أن نقول: إن بعض الناس تؤثر فيهم تلك الخزعبلات ويهتمون بها ويغتمون لها، مع أنها لا تقوم على أسس علمية ولا شرعية، وربما جاء من يزعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أمره بكذا وكذا؛ وذلك كذبٌ وافتراء، وليس ديننا ناقصاً حتى نُكمله بأضغاث أحلام، وقد قال أحد العلماء الأفاضل: ينبغي أن تُمزق تلك الأوراق من على المنابر أمام الجميع، وقد قمت بنفسي بتمزيق بعضها ولم يصبني شيء مما كُتب فيها؛ لأن الأمر لله من قبل ومن بعد، والغنى والفقر من الله، وكل يوم هو في شأن، ولا يشغله شأنٌ عن شأن، وليت الناس شغلوا أنفسهم بما ثبت وصح عن رسولنا صلى الله عليه وسلم ففيه الغنية والكفاية.

وأرجو أن تحرصي على أن تعيشي لتُحيي في كل يوم سُنَّة وتُميتي بدعة حتى نلتقي برسولنا صلى الله عليه وسلم على حوضه، وليت من ابتدع مثل هذه الأشياء أدرك أنه بعمله هذا كأنما يتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم إكمال الرسالة، أو هو مفتتح لباب بدعة وضلالة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بالتزود بالعلوم الشرعية، ونسأل الله أن ينفع بك بلاده والعباد.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً