الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توبة شاب ترك بعض الصلوات وشرب الخمر في رحلة مع أصدقائه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شابٌّ أتقي الله وأصلي وأؤدي واجباتي على أكمل وجه، ولقد ذهبت مع أصدقائي في رحلة إلى تونس - وكان هذا قبل 35 يوماً من رمضان - وهناك انقطعت عن الصلاة طيلة المدة التي مكثتها هناك بالإضافة إلى شرب الخمر.
مع العلم أنه بعد العودة رجعت إلى صلاتي؛ ولكن السؤال المطروح هو: كيف أقضي ما فاتني من الصلوات؟ وكيف أكفر عن ذنب شرب الخمر؟ وكيف أحافظ على ديني دوماً دون تأثير المغريات؟

وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مسيرة التصحيح تبدأ بالتوبة النصوح، والتوبة تَجُبُّ ما قبلها، فاتقِ الله في نفسك وابتعد عن رفقة السوء فإن صداقة الأشرار تُعدي وتُؤذي، وأرجو أن تتعظ بما حلَّ، واعلم أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل، وأنه سبحانه يستر على الإنسان فإذا لبس للمعصية لبوسها هتكه وفضحه وخذله.

فأرجو أن تسارع بالتوبة من تركك للصلاة، وعليك أن تقضي ما تركت، وابتعد عن الخمر فإنها أمُّ الخبائث، وتُب إلى الله من كل مخالفةٍ وقعت فيها، وأرجو أن تصدق في توبتك وتخلص في أوبتك، وأبشر فإن الله يقبل التوبة عن عباده وهو الغفور الرحيم لمن يتوب، وهو سبحانه منتقمٌ شديد العقاب لمن يعاند ويستمر على العصيان.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وقد أسعدني هذا السؤال الذي يدلُّ على أنك على خير، ويدلُّ على إدراكك لخطورة ما حصل، واعلم أن المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين، فاحذر من مجاملة السفهاء فإن ذلك يجلب الشقاء، وقد قال الله عن أهل النار: (( وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ))[المدثر:45]، فلا تكن إمَّعةً تُحسن إذا أحسن الناس وتُشاركهم في الإساءة إذا وقعوا فيها، ولكن وطِّن نفسك إن أحسن الناس أن تحسن ليس لأجل إحسانهم، ولكن لأن الله أمر بالإحسان، وإن أساءوا فعليك أن تتجنب إساءتهم لأن الله أمر بذلك. ونسأل الله أن يتوب عليك، وأن يلهمك رشدك والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً