الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة أحلام اليقظة وعلاجها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم أن تهتموا بسؤالي وبحل مشكلتي التي طالما أرقتني وأخذت من وقتي وتركيزي الكثير.

مشكلتي هي أحلام اليقظة، فأنا أعاني منها منذ الصغر منذ كنت في الصف الأول الإعدادي؛ حيث بدأت معي برغبة في الجلوس بمفردي، فكنت أترك كل أفراد الأسرة وأدخل إلى غرفتي المظلمة وأستلقي على السرير، وأبدأ في السرحان، وتطور الأمر بعد ذلك فأصبحت أسرح في منتصف الحصة الدراسية، وأثناء المذاكرة وعندما أقوم بعمل ما مثل التنظيف أو الترتيب وسيطرت الأحلام على حياتي فصرت أحلم بكل شيء أراه، فمثلاً إذا رأيت مشهداً أعجبني أو لقطة واحدة من خبر في التلفزيون أو سمعت كلاماً من أحد أقاربنا أو قرأت خبراً أو قصة في جريدة أظل أشعر برغبة ملحة للتفكير في هذا الأمر، ونسج القصص حوله، وأحلام اليقظة غالباً لا تخصني أي لست أنا الشخص المعني فيها.

في البداية كنت أستمتع بهذه الأحلام، ولكن الآن لم أعد أستمتع بها أبداً، فقد تشتت ذهني، وضاع تركيزي، ولم أعد أستطع أركز ربع ساعة على بعضها أثناء المذاكرة، حتى أني ربما أسرح في لا شيء، المهم أني أبغض هذا الأمر كثيراً، ولا أستطيع وقفه، وأصبحت الأفكار تفرض نفسها علي، فمثلاً: الآن يجب أن أسرح في شيء ما من هذه الأحلام حتى وأنا كارهة لذلك، ولا أستمتع به حتى ولو كنت فكرت في هذا الأمر عشرات المرات، ولكن هناك شيء يجبرني على ذلك، وبمجرد أن أسترجع أي قصة من القصص التي أفكر فيها تذهب عني هذه الرغبة وأرتاح، ولكن ليس لفترة طويلة، ذهبت لأكثر من طبيب نفسي ولكن لم يهتم، وقال لي ليس هناك مشكلة والأمر طبيعي، أي أمر هذا الذي يقولون عنه طبيعي؟ فهم لم يعانوا كما أعاني، ولم يتشتت ذهنهم ويضيع تركيزهم في كل شيء.
فأرجو منكم أن تشعروا بمعاناتي وتساعدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً وبالتأكيد قد وجدت رسالتك الاهتمام المطلوب.
أولاً: الأمر بسيط جداً، وهو أنك تعانين من ظاهرة القلق الوسواسي ما يجعلك شاردة الذهن نتيجة للتفكير والاجترار لأفكار معينة، نصيحتي لك هي:

1- حاولي أن تتوقفي فجأة عن هذه الأفكار وذلك بقول: قف...قف...قف..يجب أن تقال بقوة وإصرار.

2- تحقير فكرة الاسترسال في مواضيع وأهية، والتذكر أنه يوجد دائماً ما هو أهم.

3- محاولة قراءة مواضيع قصيرة وتكرارها.

4- تحديد موضوعين أو ثلاثة للنقاش مع نفسك ثم فجأة تتخذين قراراً بأنك سوف تركزين على موضوع واحد فقط مع تجاهل المواضيع الأخرى.

5- قراءة القرآن الكريم بتأمل وتدبر فهو يحسن التركيز ومستوى الانتباه.

6- ممارسة أي نوع من الرياضة.

7- حين الجلوس مع الآخرين يجب الانتباه إلى ما يقولونه بكل تفاصيله.

8- سيكون من المفيد جداً لك تناول أحد الأدوية المضادة للقلق مثل العقار الذي يعرف باسم فلونكسول، وجرعته هي نصف مليجرام صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف مليجرام صباحاً لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عنه.

وكل عام وأنتم بخير.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب flamme

    السلام عليكم .
    اختي الفاضلة لقد سبق لي ان مررت من نفس هذه الحالة . و سبب ذلك راجع للفراغ .البعد عن الاصدقاءو عدم مخالطةالناس. الملل بسبب الروتين و التكرار لما اقوم به يوميا مثل الجلوس امام شاشة الحاسوب . او التلفاز . هذا ما جعلني احاول ان اعيش احلاما او غايات لم اكن استطيع تحقيقها في الواقع و لكن احاول ان احققها في الخيال فاجتهد في ذلك . ولكن عندما انتهي من حلم اليقظة هذا .اجد نفسي كانني لم احقق اي شيئ. فابدأ أشعر بالاجهاد ثم التوثرالشديد . لم اذهب الى اي طبيب و لكن بمجرد ان حصلت على وظيفة . بدات تدريجيا اتخلص من هذه الاحلام وذلك بسبب انشغالي بما هو اهم او بالاحرى بما هو موجود الان (اي العمل). فبدات اعود تدريجيا للمشاركة في الحياة و اصبحت مرتاح الذهن و في كثير من الاحيان عندما يراودني التفكير في مسلسل الاحلام تلك. اجد نفسي غير مضطر للدخول في عالم وهمي غير موجود لن يفيدني في اي شيئ . فاتخلص منها بسهولة كأن شيئا ما يمنعني بعدم المواصلة في التفكير و التخيل. المهم لم اعد اشعر حتى في اوقات فراغي من العمل بهذه الاشياء و حتى ان عدت اليها اصبحت فقط للتسلية لم تعد مجهدة لذاتي . لاني اجد نفسي افكر في الغد و ما يجب علي ان اقوم به من اعمال. اتمنو ان اكون قد افدتك مع متمنياتي لك بالنجاح.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً