الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفضني أهل خطيبي وما زلت أنتظر رأيه!

السؤال

تقدم لخطبتي شاب عمره (40) سنة وأنا بعمر (32) سنة، وجرت الخطبة على رغبة والد الشاب، إلا أنه على فراش الموت، واستمرت الخطبة لمدة (3) أشهر، ومن ثم بدأت المشاكل من دون أسباب، علماً بأن مستوى عائلتي أعلى من مستواه، وأنا ارتبطت به من أجل أخلاقه لا بسبب ماله؛ لأن وضعه ممتاز، وأنا أيضاً وضعي ممتاز.

المهم: اكتشفت أن سبب المشكلة هي والدته البخيلة، وأخواته يحببن السيطرة، وأيضاً وصلني خبر من أهله أنه ليس هناك نصيب، لكني بعثت خبراً للشاب وأخبرته أن الخاتم ما زال في يدي وأريده هو أن يعطيني القرار؛ لأنه دائماً كان يخبرني أنه لا يستطيع الاستغناء عني.

بعثت له عدة رسائل واتصلت به فلم يرد علي لأنه خجلان من تصرفات أهله، ووصلني خبر أن الخاتم على طول في جيبه، وأنه (شاريني ويريدني زوجة له).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ R_edrasha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد أحسنت عندما طلبت الكلمة الواضحة من الشاب، فإنه صاحب المصلحة، وقد يصعب عليه السيطرة على كل تصرفات أهله، ونحن نتمنى أن يعطى فرصة، وأن تحفظوا ألسنتكم عن أهله، ولا تقابلوا إساءتهم بمثلها، وتجنبوا أهل النميمة والإفساد، واعلموا أن مثل هذه الأمور تحصل، وهي بلا شك متوقعة، ولكن المطلوب هو حسن إدارة الأزمات، والصبر على التقصير والهفوات، والحرص على طاعة رب الأرض والسماوات، ونسأل الله أن يقدر لكما الخير وأن يرفعكم الدرجات.

لا يخفى على أمثالكم أنه يوجد في الأمهات والأخوات من تشتد عندهن الغيرة مع زوجات الأبناء والإخوة، خاصة إذا كان الشاب هو الأكبر أو الأصغر أو الوحيد أو الناجح، ولكن العقلاء والفاضلات يسهل عليهم الخروج من المعادلة الصعبة بالصبر والحكمة بعد توفيق الله ونصره وتأييده.

أرجو أن نتذكر جميعاً أن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث فيه إلا ما أراده سبحانه، وعلى أهل الإيمان الرضا بما يقدره مالك الأكوان؛ لأن في ذلك فلاحاً وسعادة على مدى الأزمان.

نحن نتمنى أن يكون للشاب رأي واضح، ولا مانع من أن يطلب منك الصبر والتفهم والمساعدة وتقدير الوضع الذي يمر فيه، ولكننا لا نؤيد الاستمرار على الصمت، ولا أظن أن هناك ما يمنعه من أن يرد على رغبته في مواصلة المشوار، ويمكن لمحارمك أن يحاولوا معرفة ما يدور في نفسه حتى تتضح الأمور، فإننا لا نريد لك انتظار السراب؛ لأن الوقت يمضي والخطاب يبتعدون عن الباب؛ لأن الشباب يظنون أنك قد ارتبطت بذلك الشاب.

هذه وصيتي للجميع بتقوى الله، وأرجو أن تكثروا من الدعاء، وأشغلي نفسك بطاعه الله واقتربي من أهلك واهتمي بوجهة نظر العقلاء والفضلاء من محارمك.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً