الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تردد الفتاة في القبول بشاب لإعجابها بغيره

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع المبارك؛ فإنكم حقاً خير صديق يستشيره الإنسان!

أنا فتاة كنت مخطوبة لأخ فاضل، وكنت معجبة به كثيراً، فهو إنسان هادئ الطبع، مثقف، ذكي، كما أنه ملتزم التزاماً شديداً، نحسبه على خير، ولكن قدر الله، ولم يرد أن تكتمل هذه الخطوبة، وتم فسخها.

ولكن كل من يتقدم إلي بعده لا أجد فيه ما وجدته في الخطيب الأول، وأنا الآن تقدم إلي أخ آخر، ذو خلق، فاضل، وطيب القلب، ومتمسك بي، ويعجب أبي، ولكني ما زلت أرى أن الأول كان أفضل، وأشعر بأني لو كنت ارتبطت به كنت سأكون أكثر سعادة، كما أن التزام الأول أكثر بكثير من الآخر، مع أن الآخر غير مفرط، ولكنه غير مجتهد.

كما أني كنت أستشعر قوامته أكثر من الأخ الثاني، فقد كان قوي الشخصية، مع أن الخطبة كانت شرعية، ولم يتم الجلوس معه إلا في الرؤية الشرعية.
وأنا الآن أشعر بالذنب؛ لأن مراسم الخطوبة تتم وأنا ما زلت أفكر في الأول، فماذا أفعل؟! هل أقبله، وستتسبب في نسياني الأيام، أم أرفضه، وأنتظر من يماثل الأول.
جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ر.س حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير، وأن يرضيك به، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
لقد أعجبني قولك: قدر الله، حين لم تكتمل خطبتك، وهكذا ينبغي أن يكون أهل الإيمان، وعليك بطي صفحة الماضي، ورددي في يقين: ((وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ))[البقرة:216]، فلعل الخير مع غير هذا الرجل، وعليك بالتوجه إلى من بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وإذا كان الوالد معجب بالخطيب الجديد وسعيد به فهذا فألٌ حسن، والرجال أعرف بالرجال، والسعيدة هي التي تجمع بين الحصول على الزوج المتدين، وتفوز برضا أهلها وسعادتهم بالرجل الخاطب.

ونحن ننصحك بالقبول بهذا الخاطب، وتذكري أن كل إنسان فيه إيجابيات وسلبيات، والإنصاف أن نضع جوانب النقص إلى جوانب خصال الخير، وعندها يتذكر الإنسان مقولة المتنبي (الشاعر):
كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه
وخير البر عاجله، فلا تترددي في القبول بهذا الرجل الذي شهدتِ بأنه على خلق ودين، واحرصي على رضا والديك، وكوني لزوجك أرضاً يكن لك سماءً، وكوني له أمةً يكن لك عبداً.

واحرصي على نسيان الرجل الأول، فهو أجنبي عنك، واقصري طرفك على زوجك الجديد، واعلمي أنك علمت في الرجل الأول الجوانب الحسنة، أما الجوانب الأخرى فالله أعلم بها، ورسخي في نفسك معاني الإيمان بالله والرضا بقضائه وقدره.

واصدقي في مودتك لزوجك، وأشغلي نفسك بطاعة الله والتوجه إليه، وسوف تزول الذكريات القديمة، خاصةً وأنت ممن يستشعر رقابة الله الذي لا تخفى عليه خافية، ولا شك أن ذلك الرجل أصبح أجنبي بالنسبة لك، والمؤمنة تتمسك بآداب هذا الدين الذي مدح نساء الجنة بأنهن قاصرات الطرف، وهذه صفة كمال في النساء، فلا تفكر إلا في زوجها، ولا تنظر لغيره، واحرصي على عدم إعلان المشاعر القديمة أمام زوجك؛ لأن هذا يؤثر عليه، ولا ينبغي للرجل أيضاً أن يذكر ما كان عليه قبل الارتباط بالمرأة؛ لأن هذه الأشياء تزرع الشكوك.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً