الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتظار من لا تريد الزواج

السؤال

السّلام عليكم.
الدكتور الفرجابي!
كنت قد استشرتكم في مسألة فتاة أريد أن أخطبها، وقد أرسلت ابنة خالتي لسؤالها، وزارتها في منزلها وسألتها عن ما ستوافق على الارتباط حاليّا أي خطوبة مبدئية، بُهتت الفتاة قائلة: مازلت صغيرة نوعاً ما: 17 عاماً.

ثم عاودتها بالسّؤال...فأجابتها: ومن هو؟ فأخبرتها فتبيّن أنّها لا تعرفني، ثم قالت: ادخلي لأمّي واسأليها، طبعاً أنا لا أريد أن يأخذ الأمر شكلاً رسميّا حتّى الآن، ليس قبل أن أعلم رأيها شخصيّا في الأمر.

في النّهاية أخبرتها بأنّها ستعاود زيارتها لتعطيها مهلة للتّفكير.

شيء آخر: أعجبت ابنة خالتي بالفتاة، وقالت: هي رصينة وعلى خلق، دكتور ما رأيكم مبدئيّاً؟ أعني يبدو أنّها ترفض الفكرة برمّتها، وأظنّني متشبّثا بها، أفي هذا خطأ؟

أرجو منكم النّصح - سيّدي - فقد أكثرت عليكم.

اللّهم تقبّل صيامنا وثبتّنا على تقواك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمّد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرجو أن تكرر ابنة خالتك الزيارة فإن حصل تطور إيجابي، فلا مانع من مواصلة المسير، ولا أظن أن هناك حرجا إذا عرفت والدتها ولو من طريق الفتاة نفسها، ولكنني أنصحك بعدم التمادي مع العواطف إلا بعد التأكد من موافقة الفتاة وقبولها للأمر؛ لأن الحياة الزوجية تقوم على حصول الرضى والقبول من الجانبين، و(الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

ولا أظن أن بنت السابعة عشرة ربيعاً صغيرة، وقد شاهد الشافعي جدة عمرها إحدى وعشرين سنة، وإذا بلغت الجارية تسع سنوات فهي امرأة كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وأرجو أن يعلم الجميع أن التأخر في مسألة الزواج من العادات السيئة التي ورثناها من المحتل البغيض، وعار علينا أن نسير في ركاب الكافرين إذ ليس بعد الكفر ذنب، كما أن الثمار الحاصلة من تأخر الزواج مرة ومخيفة حتى في البلاد الغربية التي بدأ العقلاء فيها يشعرون بالخطر، أما نحن أمة الطهر والعفاف فخير البر عندنا عاجله، ولم ير للمتحابين مثل النكاح.

وإذا تأكد لك رفض الفتاة للفكرة برمتها فنحن لا ننصحك بالتمسك بها وانتظار السراب، خاصة إذا كانت الأعذار المذكورة غير مقنعة، وقد تستفيدون من معرفة رأي أهلها لأنهم ربما يكونون قد جهزوا لها فارس الأحلام الذي ربما صعب عليهم القبول بغيره.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بتكرار المحاولة والسؤال حتى تكون على بينة من الأمر، وتذكر أن الوفاق لابد أن يكون من الطرفين ولا خير في ود يجيء تكلفاً، وعليك أن تستخير وتستشير وتوكل على من بيده الخير والتيسر ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يحشرك في زمرة رسولنا الأمين.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً