الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

برود المشاعر بين الزوجين وإفساده الحياة الزوجية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
هل البرود في المشاعر كاف لإفساد علاقة بين رجل وامرأة مرتبطين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همسة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يبارك لك في زوجك، وأن يبارك له فيك وأن يديم عليكما المودة والمحبة والتفاهم والوئام.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه مما لا شك فيه أن العلاقة الزوجية هي أقوى العلاقات ولذلك سماها الله ميثاقاً غليظاً، وحثنا الإسلام على ضرورة الاهتمام بهذه العلاقة لأنها الوحيدة التي تتكاثر من خلالها الذرية وتشبع بها الرغبات ويتحقق بها الأمن والأمان والاستقرار، ولذلك وضع العلماء قواعد وضوابط لهذه العلاقة ونصوا على الحقوق المطلوبة لكل الطرفين، وبينوا الواجب على كل طرف تجاه الآخر، فهناك الحقوق المتبادلة، وهناك حقوق الأسرة حتى تتمكن من أداء رسالتها في الحياة، وحث الإسلام على ضرورة أن يحرص كل طرف على إرضاء صاحبه والإحسان إليه وإكرامه والاجتهاد في إسعاده خاصة من جهة المرأة فحثها على ضرورة الاهتمام بنفسها من حيث النظافة والتجمل والتزين، وإبداء مشاعر الحب لزوجها‍‌؛ حتى لا ينصرف عنها أو يبحث عن إشباع رغبته بطريقة غير مشروع، أو يتزوج عليها.

وأجاز الإسلام للمرأة أن تدعي محبة زوجها، وأن تخبره بذلك، وأن تؤدي الأعمال التي من شأنها أن تدل على ذلك حتى وإن كانت لا تشعر نحوه بعاطفة صحيحة أو قوية؛ لأن ذلك من شأنه أن يزيد من ارتباط الرجل بأهله وزيادة محبته لهم، وأوصى الرجل بمثل ذلك حيث قال جل شأنه: ((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ))[البقرة:228]، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: (وإني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي)، واستدل بالآية السابقة، فأوصى الإسلام الطرفين بضرورة إظهار المودة والمحبة وفق الظروف المتاحة؛ لأن في ذلك سعادة الأسرة واستقرارها.

وأما البرود فإنه وبلا شك من المخاطر التي تهدد الحياة الزوجية؛ لأنها تنافي ما سبق ذكره، لذا أنصح بالبحث عن أسباب هذا البرود والاجتهاد في علاجها، ولابد أن تتأكدي من أن كل داء له دواء، وكل مرض له علاج، فابحثي عن أسباب هذه البرود، وحاولي التخلص منها إن كان من طرفك أو مساعدة زوجك إن كان من طرفه، والمرأة العاقلة هي التي تحافظ على أسرتها وترضي زوجها وربها.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً