الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع مشكلة تدخين الأخ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اكتشفت قبل أيام معدودة أن أخي يدخن - عمره 20 عاماً -، وهو على هذه الحال منذ سنة ونصف، وأحاول نصحه بتركه وأريد أن أخبر أبي لكن أبي من النوع العصبي والمتزمت في رأيه، وإذا علم أن أخي يدخن فسيغضب وقد يقوم بضربه لإجباره على تركه وستحصل مشاكل.

علماً أن أبي أيضاً يدخن ولكن فيما يتعلق بالتدخين بالنسبة لأبنائه فهو يعتبره خطاً أحمر، فهل أترك أخي على هذا الحال أم ماذا أفعل؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يزيدك رجاحة عقل وحكمة، وأن يرزقك مزيداً من البر والإحسان، وأن يغفر لأخيك ويتوب عليه.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فأنت حقّاً في موقف لا تحسد عليه، وكان الله في عونك لأنك فعلاً تعيش بين الألغام، ولا بد من التضحية لأن الموقف في غاية الحساسية، وبما أن موقف والدك هو الصواب من حيث حرصه على أن لا يدخن أي فرد من أسرته حتى وإن كان مدخناً أو عصبيّاً بالصورة التي ذكرتها، فليس أمامك من خيار آخر إلا الضغط على أخيك والاجتهاد معه قدر استطاعتك حتى يقلع عن هذه العادة السيئة المدمرة.

فاجتهد معه واعلم أنه في مشكلة يحتاج إلى من يقف معه ويساعده على التخلص منها، فلا تعتبره مجرماً بقدر ما هو في أمس الحاجة إلى من لديه العون والمساعدة، لذلك واصل دعوته والصبر عليه ووضع الخطط المناسبة ولو بصورة مرحلية ليتخلص من هذا الأمر، ولا مانع من إقناعه بالذهاب إلى بعض الجهات ذات العلاقة بمساعدة المدمنين والمدخنين لمساعدته، فاجتهد ولا تفقد اليقين الباقية من الصبر بحجة إنك نصحته كثيراً وكثيراً، وإنما على الأقل تصبر عليه وتساعده بنفس المدة التي دخن فيها، يعني اصبر عليه ولو سنة ونصف لأنه مارس هذه المعصية تلك المدة، ومن الصعب عليه أن يتركها في أيام معدودات، وإنما قد يستغرق الأمر بعض الوقت، وأشعره بحرج موقفك بينه وبين والدك، وكرر عليه خطورة التدخين على دينه وعلى صحته، وناقشه في فوائد التدخين بالنسبة له، واستعمل الحجج العقلية في إقناعه ومساعدته، ثم اجتهد في فصله عن الأشخاص الذين يدخنون من زملائه وأصدقائه ولو لفترة حتى يعافى من هذا الداء، وحاول ربطه بصحبة صالحة.

وعليك أن تحثه على حضور بعض الأنشطة الدعوية من محاضرات ودروس وغيرها وشجعه على حفظ شيء من القرآن أو السنة، وكن متواجداً معه قدر استطاعتك حتى تملأ الفراغ الذي يستغله الشيطان وإذا كانت الوالدة موجودة وتعلم بأنه يدخن فسلها أن تكثر من الدعاء له لأن دعاءها لا يرد ولا تحرمه من دعائك كذلك، واجعل إخبار والدك بعد عجزك عن علاجه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً