الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبتي شديدة الجمال وأريدها أن تلبس النقاب..

السؤال

السلام عليكم.
خطيبتي شديدة الجمال، وأريدها أن تلبس النقاب، فما مشروعية ذلك؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك وأن يبارك لك في خطيبتك وأن يشرح صدرها لقبول كلامك وطاعتك وأن يسعدكما في الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن الشيء الثمين الغالي لدى الإنسان يحرص كل الحرص ألا يمسه غيره ولا يراه سواه، بل لو استطاع أن يمنع الهواء من الوصول إليه لفعل، والزوجة تمثل لدى زوجها قيمة عالية وتحتل منزلة رفيعة حتى إننا نسمع – أحياناً- من يقدم زوجته على أبويه من شدة تعلقه بها أو تعلقها به، وهذا كله وارد وموجود في دنيا الناس، إلا أنه قد يكون الأمر محفوفاً بقدر من المبالغة الزائدة التي قد تؤدي إلى النفور والكراهية، ولذلك كان خير الأمور أوسطها، وينبغي على كل طرف أن يقدر مشاعر الطرف الأخر، خاصة الزوجة عليها أن تعلم أن حرص زوجها عليها وشدة غيرته عليها من شدة حبه لها وتعلقه بها، وإن هذا جانب إيجابي يحمد عليه ولا ينكر عليه فيه ما دام متوسطاً أو معقولاً، ومن هذه الأمور الوسط رغبة الزوج في ارتداء زوجته النقاب أو الحجاب، وأنت أخي المهندس لم تطلب شيئاً مبتدعاً أو منكراً وإنما النقاب هو زينه المرأة المسلمة التي تحب الله ورسوله، وهو حال أمهات المؤمنين والصالحات من عباد الله إلى يوم الدين، فكونك تريد من خطيبتك أن تلبس النقاب فهذا من حقك لأنه شرع الله وهدى نبيه صلى الله عليه وسلم، خاصة وأنها جميلة وبالطبع فأنت تغار عليها ولا تريد لأحد أن يراها سواك، فحاول التفاهم معها وإقناعها، وإن لم تقبل في أول الأمر فاستعن ببعض المشايخ والدعاة الثقات أو اسمعها بعض الأشرطة الدعوية التي تتكلم عن حكم النقاب، وكذلك بعض الكتب التي تبحث هذا الموضوع فإن لم توافق في أول الأمر فاصبر عليها وأكثر من الدعاء لها بشرح الصدر لقبول هذا الأمر، واجتهد في إقناعها بالشرع حتى لا تلبسه اليوم ثم تخلعه غداً، وأتمنى أن تضيف إلى خطيبتك أن يكون لبسها النقاب تنفيذاً لشرع الله وليس لمجرد أنها جميلة! وأنك لا تحب أن يرى وجهها أحد، حاول تصحيح النية واجعل ذلك لله حتى يعينك الله ويشرح صدرها لذلك.
مع تمنياتنا لكما بالتوفيق والسعادة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً