الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاهدة المواقع الإباحية وأثرها على الفرد وكيفية الخلاص منها

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب في الثانوية، وكنت ملتزماً بدين الله لدرجة الإحسان، وبعد فترة غزتني الشهوات مما أدى إلى سقوطي في الهاوية، ولكني تبت إلى الله كثيراً ورجعت إلى الذنب نفسه وهو الاطلاع على المواقع الإباحية في الإنترنت، مع أن أصدقائي ملتزمون وبسبب ذلك أصبحت لا أستوعب القرآن...فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / عدي عبد الهادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك: (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، فنحن سعداء حقاً بتواصل الشباب معنا وقلوبنا لكم دائماً مفتوحة في أي شيء، ونسأله جل وعلا أن يغفر ذنبك ويستر عليك ويثبتك على الحق واليقين.

أما بخصوص ما ورد برسالتك، فكما لا يخفى عليك ولدي عدي أن الشيطان لعنه الله لا يسره استقامة أحد من المسلمين على طاعة الله خاصة الشباب الذين هم في مثل سنك، ولذلك يحرص على استغلال أي فرصة لإضلال العباد وإفسادهم حيث قال صلى الله عليه وسلم :(إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه كلها)، ويقول: (إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه).

الشيطان مع المسلم دائماً ولكنه إذا كان الإيمان في زيادة والعبد في استقامة فإنه يخنس حتى تأتي أدنى فرصة فينقض بكل قوته على العبد لإفساده وإخراجه من الطاعة إلى المعصية ومن النور إلى الظلمات ومن الهداية إلى الضلال.

هذا هو الذي حدث معك تماماً، عندما كنت في درجة الإحسان كان الشيطان يتألم غاية الألم ويتربص بك ينتظر أدنى فرصة لينقض عليك وينال منك، وأنت يا صاحبي أعطيته الفرصة وهو حريص ألا يفوتها، ولذلك كلما زين لك وقعت فإن انتبهت سكت عنك ثم عاود الكرة لأنه يعرف أنك ذقت سم المعصية وأن هذا السم سيظل يعمل في جسدك وعقلك لفترة معينة ثم يعاود الكرة مرة أخرى حتى يقضي على هذا النور الذي أكرمك الله به ويخرجك من دائرة الصالحين إلى دائرة العصاة المجرمين، بل وإذا لم تتدارك نفسك فقد يأتي عليك يوم لا تشعر فيه بأي تأنيب للضمير ولا حزن على ترك الطاعات كما هو حال كثير من المسلمين حولك.

لذلك ولدي عدي! لابد لك من وقفة جادة صادقة وقوية تسأل فيها نفسك إلى متى هذا العصيان وذلك الحرمان؟ لابد من وقفة الآن ولا تقل غدا بل الآن وسل نفسكن، وهل أنا المسلم الذي كان بالأمس من المحسنين الصادقين؟ ولماذا تغير حالي؟

والبداية كالتالي يا ولدي:-

1- حدد الزمان والمكان الذي بدأت تمارس فيه أول فعل للمعصية بدقة.

2- حدد الأسباب والدوافع التي أدت بك إلى الوقوع في المعاصي.

3- حدد المعاونين المساعدين الذين زينوا لك الوقوع في الحرام.

4- ادرس ذلك كله بعناية وبدقة.

5- ابدأ من الآن فوراً مجرد معرفتك بهذه الأمور في وضع حد لهذه الأمور.

6- اترك المكان الذي مارست فيه الحرام واهجره ولا تتردد عليه مطلقاً إن كان خارج منزلك.

7- إن كان في المنزل فأخرج هذا الجهاز من غرفتك فوراً ولا تتردد أو اجعل باب غرفتك مفتوحاً دائماً حتى لا تضعف إذا كنت وحدك.

8- إذا كانت لك حاجة في النت فحددها بدقة قبل فتح الجهاز ولا تذهب لغيرها وقاوم الرغبة التي يوجدها الشيطان لديك، قاوم ولا تستسلم.

9- عندما تشعر بالضعف وبدايته أغلق الجهاز واخرج من الغرفة فوراً واستعذ بالله، وهكذا في كل مرة حتى تقوي مقاومتك مرة أخرى.

10 - اترك واهجر كل من يزين لك هذا الأمر أو حتى يتحدث فيه مهما كان حبك له.

11- اجتهد في قضاء أكبر قدر ممكن من وقتك في صحبة الصالحين.

12- ضع برنامجاً لنفسك، وأن تكون متميزاً بين زملائك وذلك بكثرة المذاكرة والدراسة.

13- ضع أمامك هدفاً أن تكون الأول على صفك، وضع الخطة والجدول الذي يعينك على ذلك، واعلم أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.

14- ضع برنامجاً وجدولاً للحفظ والمراجعة ولا تترك ذلك مهما كانت الأسباب.

15- استغل أوقات فراغك في التوبة والاستغفار والندم على ما فات.

16- اعزم وبقوة ألا رجعة للوراء أبداً إن شاء الله وألا تفكر في المعصية.

17- استعن بعد الله بدعاء والديك لك ومن تظن فيه الصلاح والتقى.

18- أنا واثق من أنك سوف تجتاز هذه المرحلة فثق في نفسك بعد الله، واعلم أنه لا يضيع أهله وهو معك، لم ولن يتخلى عنك فاستحي منه وتقرب إليه وأكثر من دعائه وسؤاله فهو يحب ذلك، واعلم أنه جل وعلا قال: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة:222] فاجتهد أن تكون منهم، وأملي أن تبشرني قريباً بتحقيق ذلك.

مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً