الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحب بين الجنسين مع عدم وجود القدرة على الزواج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (24) عاماً، أعمل بإحدى مراكز الكمبيوتر، وإنني أحببت صاحب العمل وهو شاب يكبرني بــ (3) أو (4) سنوات، وإنه إنسان متدين ومهذب ويتقرب إلى الله، وأنا ـ والحمد لله ـ أصلي وأقرأ القرآن، وبعد عملي معه لمدة عامين قرر السفر إلى إحدى دول الخليج، وبعد سفره بفترة قررت أن أبوح له بحبي كي يعرف مشاعري نحوه وصارحته بحقيقة حبي له ولم يرد على كلامي له، وفي هذه الفترة تقدم لخطبتي شاب آخر وقبلت الارتباط به، ولكنني لم أستطع التعامل معه؛ لأنه غير صريح معي، ولا يصلي، ولا يعمل، وقررت أن أنهي هذه الخطوبة ـ والحمد لله ـ استخرت الله ووفقني وابتعدت عن هذا الارتباط.

فأنا الآن ما زلت أحب صاحب العمل خاصة وأنه تحدث معي عبر الإنترنت وصارحني بحبه لي ويريد أن أبقى معه طول حياته ولكن والدته ترغب أن تزويجه بإحدى أقاربها أو معارفها، مع العلم أنها تحبني وتعتبرني مثل ابنتها ولا تعرف حبي لابنها ولا أحد يعرف هذا الحب. وإني أحبه منذ (5) سنوات وما زلت أحبه حتى الآن ولا أريد غيره ولا أرى غيره، وأنه يقول لي إنه أمامه وقت طويل على الارتباط ويحبني ولا يريد أن يتركني كل هذا الوقت الطويل في انتظاره.

فقولوا لي بالله عليكم ماذا أفعل؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا توافقي على البقاء معه طول حياته إلا إذا اختارك زوجة له على كتاب الله وسنة رسوله.

أرجو أن لا تضيعي وقتك في الانتظار، واعلمي أن الإسلام لا يقبل بعلاقات في الخفاء، ولا يؤيد أي علاقة ليس لها غطاء شرعي؛ لأنه (لم ير للمتحابين مثل النكاح)، فإذا كان اللقاء لغير هذا الهدف النبيل فإن الإسلام يرفض ذلك.

إذا كانت والدته تحبك فهذه فرصة إن كانت عنده رغبة في أن يعلن ما في نفسه لوالدته فإن عجز عن ذلك أو رفض أن يخبر والدته بميله إليك فلا تنتظري السراب، واعلمي أنك لن تستفيدي من شخص لا يستطيع أن يقول: أريد هذا ولا أريد هذا.

نحن في الحقيقة نخاف من الحب الذي لا يعرفه أحد، وليس من مصلحة الفتى ولا الفتاة إخفاء ما في نفوسهم عن أسرهم وأهاليهم؛ لأن هذا الخطأ يعتبر من أهم أسباب رفض الأهل وعنادهم، وكم تمنينا أن يدرك الجميع خطورة الاستجابة للعواطف واعتماد أسلوب المجاملات في هذه القضية التي لها انعكاسات كبيرة على مستقبل وحياة الجميع سواء حصل الوفاق أو لم يحصل؛ لأنه من الصعب على أي إنسان أن يعيش مع شخص وقلبه مع آخر، ومن هنا فنحن ندعوك إلى تحكيم الشرع وتقديم العقل على العاطفة.

نحن ندعوك إلى حسم هذه المسألة في أسرع وقت فإما أن يتقدم أو يتأخر.

وبذلك تعلمين الخطوات التي تحتاجينها الآن وهي:

1- أن يقوم هذا الرجل بإعلان رغبته بالارتباط بك مع أهله أولاً ثم مع أهلك ثانياً في حالة ما إذا وافق أهله عليك.
2- وبناء على هذا الإعلان يتم تحديد الأمور بكل شفافية من موعد للخطبة وموعد للعقد وتحديد المهر ونحوه، ونحبذ ألا تطول فترة الخطبة.

4- في حال التوافق وحصول الخطبة، تتفقان على قطع المكالمات والشات حتى يتم (كتب الكتاب) أو العقد الشرعي؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، فقد تجد أمور تحكم عليكما بالانفصال قبل العقد، فالخطبة لا تسوغ العلاقة الموسعة بين المخطوبين، وإنما تبيح النظر بين الخاطبين من أجل الاختيار ومعرفة التناسب..ثم يغلق الباب بعدها حتى يتزوج أو يترك.
5- إذا تمت الخطبة ثم طال الانتظار ولم يحصل عقد شرعي، فمن حقك أن تفسخي هذه الخطبة، وتقبلين برجل آخر حينها.
6- أما في حال تعذر الخطبة أصلاً، فعليك بقطع العلاقة فوراً، وعدم انتظار السراب كما أسلفنا، وسيرزقك الله بمن تقر به عينك، ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب.

نسأل الله أن ييسر أمركما، وأن يرزقك الزوج الصالح، والذرية الطيبة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً