الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعلق المفرط والحب الزائد للصديقة وكيفية التعاطي معه

السؤال

كيف أتخلص من محبة صديقتي؟ وأنا متعلقة كثيراً بها لدرجة التفكير الدائم بها، حتى لو لم ترد على الهاتف، وهي كثيرة الحركات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الظبيانية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الحب المقبول هو ما كان في الله ولله وعلى مراد الله، مع ضرورة أن لا يطغى على حب الله، وإذا وصل إلى درجة التفكير الدائم وكان ذلك الحب لمظهر أو جمال أو غيره ولم يكن لأجل الدين والتقوى فإنه يدل على أنك في دائرة الخطر، ولعل هذا هو الذي دفعك للسؤال، والإثم ما حاك في الصدر.

ولا يخفى على أمثالك أن المؤمنة تحب الله، وتجعل جميع محابها منطلقة من حبها لله، فتحب رسول الله أكثر من نفسها وأهلها وولدها والناس أجمعين، وتحب والديها وأشقائها وتحب زوجها وتزيد في حب هؤلاء إذا كانوا مطيعين لله، وتحب الصالحات من أخواتها لدينهن وأخلاقهن، وتكره في العاصيات عصيانهن لله، فإن تركن المعاصي كن لها أخوات كريمات، ولست أدري هل يمكن أن تفوز أخواتك وصديقاتك الأخريات بنفس درجة الحب؟ وهل يمكن أن ينقص حبك لصديقتك المذكورة إذا عصت الله؟ وما هو شعورك إذا شعرت أن هناك من تنافسك على حب تلك الصديقة؟ وأرجو أن تعلمي أن إجابتك على الأسئلة المذكورة مما يُساعدنا في الحكم على الحالة وفي الوصول إلى الحل المناسب للمشكلة.

ونحن في الحقيقة سعداء بهذا السؤال الذي يدل على أنك وضعت رجلك على الطريق الصحيح ومما يُعينك على الخلاص بعد توفيق الله ما يلي:

1- كثرة اللجوء إلى مصرف القلوب.

2- إدراك خطورة التمادي في التعلق بصديقتك عليك وعليها؛ فإن شدة التعلق سبب لفشل الفتيات في حياتهن الزوجية والأسرية وباب من أبواب الفساد التي يدخل منها الشيطان.

3- إدراك الإزعاج الذي يحصل للأسر من كثرة الاتصالات وطول المكالمات.

4- شغل القلب بحب العظيم وطاعته سبحانه.

5- معرفة ما أنت عليه من التفكير والآهات والحسرات الحاصلة.

6- معرفة أن ذلك منافاة للفطرة، إذ الأصل أن يكون الميل إلى الجنس الآخر وليس إلى المثل، وبذلك الميل تعمر الأكوان ويولد بني الإنسان، مع ضرورة أن تكون علاقة الرجل بالمرأة موافقة للسنة والقرآن.

7- اختيار صديقات أخريات على أسس صحيحة.

8- الحرص على النصح لصديقتك المذكورة ومساعدتها على عمل الخير.

9- الاعتدال في الوصال والاتصال، وكما روي: (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضاً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما) أي باقتصاد واعتدال في كل ذلك، والحديث أخرجه الترمذي في سننه وقد روي هذا على أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وروي موقوفاً على عليٍّ رضي الله عنه، وكلاهما ثابت صحيح.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وشكراً لك على هذا السؤال الذي يدل على ما في نفسك من الخير، وأرجو أن تحرصي على تنمية عناصر الخير في نفسك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً