الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح عامة للمصاب بالتهاب الكبد (B) للتعايش معه بإيجابية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحياتي لكم وشكراً لكم ولخدماتكم الجليلة الرائعة.

قصتي يا سادة باختصار أنني بليت بأنني حامل فيروس الكبد الوبائي (B) واكتشفت ذلك دون أي تخطيط قبل 5 أشهر تقريباً، وبعدها عملت فحوصات كثيرة جداً، وبحمد من الله وفضل كانت النتائج سليمة، وقال الطبيب إن الأمور جيدة، ولكن ما كان أنني قبل 4 أشهر كان هناك ارتفاع في إنزيمات الكبد(أكد لي الأطباء أن الفيروس ليس السبب أبداً أبداً) وكان العدد Pcr 500 ، ولكن من أسبوع حللت وكانت الإنزيمات ما شاء الله ولا قوة إلا بالله ممتازة ولكن الPcr العدد 1500، وقد قال الطبيب لي: الوضع بحمد الله ممتاز، والفيروس هادئ نائم، وسألت المسئول بالمختبر الذي عمل الفحص فقال لي: ليس هناك فرق أبداً بين الرقمين من ناحية علمية حيث الDna وشرح لي شيئاً لم أفهمه.

الخلاصة أنني الآن أريد أن أضع مساراً أمضي عليه طول العمر إن شاء الله ولكن أحياناً يبقى استفسارات ووساوس وهذه المواقف يفضلها الشيطان أعاذنا الله وإياكم منه، وعليه لا أريد أن أفكر بالموضوع أبداً، ولكن عندي بعض الاستفسارات لم أجد لها رداً وأريد أن ألغيها من دماغي تماماً إن شاء الله على يديكم:

1- قرأت أن الفيروس إذا نشط فسيقضي على الكبد -لا سمح الله ولا قدر- في مدة بسيطة، وأنه ربما بعد سنين سيسبب سرطاناً لا سمح الله ولا قدر، وطبعاً كلام الناس عنه وعن خطورته وأنه سيسبب تضخم الكبد حتى وإن كان غير نشط، وأذكر أن فني مختبر قال لي مرة: افحص (ألفا بيتا بروتين) كي يتم التأكد من أنه لا سمح الله لم يسبب أمراضاً خطيرة، وعليه أنا بين هذا الكم من الأقاويل تجدني حائراً خائفاً وأحياناً قلقاً جداً دون نوم، مع أن الأطباء طمأنوني والحمد لله وقالوا إنه لا خوف مطلقاً حالياً؛ فأريد منكم تفنيد هذه المعلومات التي ذكرتها كي أشطبها وأسكن عكسها في عقلي؟ وأن الفيروس ليس له حد زمني كي ينشط حيث هناك من يقول بعد سنين ولكن أذكر أن طبيباً قال: ربما يعيش معك 50 سنة ولا ينشط، هل هذا صحيح؟

2- عملت كل الفحوصات والصور التي ممكن أن تكون مطلوبة والحمد لله النتائج جيدة (لا أريد ذكرها لكثرتها )، وحتى أن الطبيب قال أن الفيروس عندي غير معد إلا بالدم ولكن توسوس نفسي فلماذا زاد العدد إذن؟ فكيف أرد عليها وأقتنع بما قاله الطبيب وطبيب المختبر بأنه لا فرق وأن الفيروس خامل بفضل الله؟

3- وضعي سيكون كالتالي لما سيأتي وهو كما قال لي الطبيب إن شاء الله: فحص أنزيمي الكبد (Ast,alt) كل خمسة أو أربعة أشهر وتصوير الكبد كل سنة أو سنتين وفقط فقط ؟ فما رأيكم هذا صحيح ؟

4- أحد الأطباء سامحه الله أرعبني حين قال لي: من يخاف شيئاً سيصل له، وأنني سأصاب بسوء لا سمح الله إن لم ألغ التفكير بالفيروس تماماً ولكن أنا أحياناً أفكر وأخاف من كلام الطبيب وتصبح الحالة كلهو ووسوسة وقلق : فكيف ألغي هذا ؟ وخوصاً أنني أحياناً أشعر بأن هناك مثلاً نغزات في جهتي اليمنى أو ألم فأتذكر قصة الفيروس ولا تكون ببالي أصلاً، ولكن والله والله إنني أريد التغيير وأسعى له فكيف أكون إيجابياً تماماً في هذا الموضوع ؟

5- نصحني طبيب المختبر بأن أتخلص منه بالغذاء كالعسل الطبيعي والحبة السوداء والزنجبيل والأكل الصحي والبعد تماماً عن الدهون فما رأيكم ؟

6- يعني: كيف أفكر بالموضوع وأتعامل معه: أنساه تماماً وأتجاهله 100%ولا أقرأ أي معلومة عنه ولا أي تفاصيل؟ أم العكس أعرف عنه وأسعى للتخلص منه ؟ أم ماذا؟

7- هل حسب ما سمعت أن دواء الفيروس إذا شرب سيشرب طول العمر لا سمح الله؟

فعلاً والله وبعهد على نفسي أمام الله ثم أمامكم بأنني إن شاء الله سأكون إيجابياً متفائلاً ثابتاً راضياً بحكم الله وقضائه وأن أمري بفضل الله كله خير بإيماني لذلك كتبت كل ما خطر ببالي وكل سلبية صارت وكل وسوسة حدثت وكل معلومة تداولت بخصوص الموضوع لكي أنظف عقلي تماماً من أي خلل وسوء، وأسكن فيه الخير والسداد فقط إن شاء الله.

أنتظر ردكم الذي يحتاج -أكيد- جهداً منكم وربما طبيب مختص ونفسي فجزاكم الله عني وعن كل إخوتي بالعقيدة خير الجزاء .

وأريد منكم بالنهاية الدعاء.. نعم الدعاء أنت جميعكم ومشايخكم الأفاضل وكل من يقرأ استشارتي من إخوتي بالله ولا يسعني سوى مبادلتكم الدعاء فبارك الله فيكم وأحسن أعمالكم، وأبعد عنكم الشيطان كما أبعده عن جنته، وقنطه منكم كما قنطه من رحمته وكل من يقرأ استشارتي من إخوتي بالله أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبل منا جميعاً..اللهم آمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو شهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لابد وأنك قرأت الكثير عن فيروس الكبد (بي) فكما تعلم فإنه تقريباً 95% ممن يصابون بهذا الفيروس يتخلص الجسم منه بتشكيل مضادات ضد الفيروس، و5% يكون عندهم إما التهاب كبد مزمن ( يكون هناك ارتفاع في تعداد الفيروس وارتفاع في إنزيمات الكبد لمدة أكثر من 6 أشهر ) أو يكونون حاملين للفيروس (وتكون إنزيمات الكبد طبيعية) كما هو الوضع عندك.

وحامل الفيروس لا تحدث له أي أعراض أو علامات للمرض، وكما قلنا: إن إنزيمات الكبد تكون طبيعية وقد يبقى الفيروس بوضعه كل العمر وهؤلاء الناس يعيشون بصحة جيدة إلا أن قلة منهم يكونون عرضة أكثر من غيرهم من الأناس الطبيعيين للإصابة بالتهاب الكبد المزمن، والتليف وأورام الكبد والأورام عادة تنشأ عند من يصاب بتليف كبدي.

هناك نوعان من حاملي الفيروس:

- الفئة الأولى: من يكون عنده Hbeag positive and hbeab negativeوهؤلاء ينقلون الفيروس.

- الفئة الثانية:-من يكون عنده Hbeag negative and hbeab positiveوهؤلاء غير معدين كما هو الحال عندك.

والمرضى من الفئة الأولى هم الأكثر عرضة من مجموعة المرضى الحاملين للمرض لأن يحصل عندهم المضاعفات، من التهاب مزمن وتليف وأورام، وأما الفئة الثانية وأنت منهم والذين يكونون غير معدين كما هو الحال عندك فإن إمكانية حصول هذه المضاعفات تكون ضئيلة.

وهذا على ما يبدو ما دفع الطبيب المعالج لأن يطمئنك إلا أن الوساوس من كثرة الآراء قد أشغلت بالك.

أما هذا الاختلاف البسيط في عدد الفيروس فلا يعتبر ذا أهمية كما تم شرحه لك من قبل عامل المختبر.

أنا لا أرى أن تتجاهل الموضوع كما قلت وإنما أن تتعايش معه وتتابعه كما يلي.

-مراجعة الطبيب كل 6-12 شهر لعمل الفحوصات والتأكد من الأمور على ما يرام وهذا يعطيك دفعة للأمام سنة كاملة ويطمئن بالك أكثر.

-عدم استخدام الأدوية إلا باستشارة الطبيب.

-تناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة.

فحص أفراد العائلة وإعطائهم التطعيم اللازم.

أما هذه النغزات فعلى الأكثر هي وساوس؛ لأن التهاب الكبد لا يسبب نغزات وأنت لا تشكو بالأصل من التهاب بالكبد.

العسل قال الله تعالى عنه (( فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ))[النحل:69] فلا تنتظر حتى يقول لك الناس أن تأخذ منه فلا كلام للناس بعد كلام الله، وهو الخالق وهو الشافي.

وأما الحبة السوداء فقد حدثت أمنا عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا مِنْ السَّامِ قُلْتُ وَمَا السَّامُ قَالَ الْمَوْتُ)
فكذلك لا تنتظر أحداً من الناس أن يقول لك أن تأخذها، إذ أوصى بها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ))[النجم:4]
والزنجبيل كذلك من الأشربة التي لها فوائد كثيرة للجسم.

أما العلاجات للفيروس فتعطى للناس الذين عندهم الفيروس متكاثر وقد أثر على إنزيمات الكبد، أما أنت فإن الفيروس كما ترى لا يوجد فيه تكاثر وهو خامد.

إن هذه الوساوس تقعدك وأنا كما أرى من وضعك كما شرحتة مطمئن جداً، وطبيبك المعالج أخبرك بذلك وأكد لك ذلك ولكنك تسمع الأشياء الأخرى وتثير فيك القلق! ولا يحل القلق المشكلة بل يعقدها.

القلق أو الوسوسة بالشيء لن تُحدث عندك مرضاً عضوياً كما قيل لك، إلا أنه ستصبح هي إعاقة لك وتبقى حبيساً لها.

احمد الله تعالى على ما أنت فيه وقد تجد هذا الفيروس أمامك يوم القيامة وقد رفعك الله به -إن حمدت الله وصبرت- إلى أعلى العليين وتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ - أي تعب- وَلَا وَصَبٍ -أي مرض- وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ).

شفاك الله وعافاك، ووفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب هشام

    جزاك الله خيرا

  • رومانيا محمد يحي

    جزاك الله خير
    والحمد لله على كل حال

  • مجهول نضال

    السلام عليكم أخي الكريم أنا أيضا مصاب بهذا المرض الخبيث hépatite b chronique منذو أن ولدتني أمي إلى يومنا هذا عمري 26 سنة إسمي نضال أنا من تونس أنا أتعالج في فرنسا قال لي الطبيب أن الفيروس نايم فلا داعي لإستعمال الدواء سبحان الله صار معي كل الذي حكيت عنه الوسوسا و الخوف، و فقدت الأمل لكن مع طول الوقت نسيت الأمر بالشغل و كنت أملأ فراغي كي لا أفكر في أني مريض لكن يا أخي لا تفقد الأمل الله الشافي ، سوف أترك لك الفيسبوك إذا أردت أن نتواصل و نحكي على الخاص نعونك و تعوني خويا و الله يطول في عمرك و الله يشفينا كامايين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً