الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات في التعامل مع تشاجر الوالدين ورفض الأم احترام الأعمام.

السؤال

السلام عليكم.

أرجوكم أن توجهوني لما هو حلال وحرام، حيث إن أمي وأبي لا يتكلمون مع بعضهم من زمن بعيد (5 سنوات)، أمي عصبية، وتكره أغلب أعمامي، حيث لا تحب أن نحترمهم أو نزورهم، حيث إنها تغضب غضباً شديداً، أبي يرافقهم ويطيعهم، وهذا ما لا تحبه أمي، بعض من أعمامي عندهم تصرفات خاطئة، وربما -والله أعلم- لا يحب الخير لنا، فما هي نصيحتكم في كل هذا، وهل من الحرام أن نطيع الأم على عدم احترام أعمامي؟ وأيهما أولى طاعة: الأم أم الأب؟

جزاكم الله خيراً أرشدونا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن شريعة الله تأمرك أن تبر أمك، وأن لا تعصي أباك، فاستعن بالله مولاك، وتوجه إليه واحتم بحماه، واحرص على أن تنقل لوالدتك أحسن ما تسمعه من والدك، وأن تنقل لأبيك أحسن ما تسمعه من والدتك، فإذا قال: كانت أمك طيبة ولكن، فانقل ما قيل قبل (لكن)، وإذا سمعت بحسنة فانشرها، وإذا سمعت بكلمة قبيحة فلا تنقلها، وحرِّض والديك على الاحتكام لشرع الله الذي يحرم القطيعة والخصام، وأحسن إلى أهلك والأعمام، واقبل ظواهرهم، وتذكر أن سرائرهم عند الله، ولا تطع من يأمرك بما يغضب الله؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله.

وتذكر أن شغل الشيطان هو نشر العداوة والبغضاء، وحاور والدك في هدوء، وانصح لوالدتك في لطف، وذكِّر الجميع بأن الهجر يمنع من ارتفاع العمل إلى الله، وذكر والدتك بأن شريعة الله تأمرها بطاعة الوالد كما تأمر الوالد بالإحسان إلى الوالدة، وأرجو أن تجد في الأخوال والأعمام من يساعدك في إعادة الأمور لوضعها الصحيح، ورحم الله من يقول خيراً وينمي خيراً.

وعليه فأنت مطالب بطاعة والديك، أرجو أن تكون حكيماً في تعاملك، وليس من الضروري أن يعرف والدك تفاصيل طاعتك لوالدتك، وليس من المهم أن تعرف والدتك ما يحصل بينك وبين والدك وأعمامك، فإن الفصل في التعامل يساعدك على أداء واجباتك الشرعية، وحاول إرضاء من يغضب من والديك، واسأل الله توفيقه والسداد.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأنت - ولله الحمد - في عمرٍ يمكنك من القيام بدور في الإصلاح، فلا تيأس وكرر المحاولات، وشجع الجميع على طاعة رب الأرض والسموات، ونسأل الله أن يجمع الكلمة وأن يرفعك عالي الدرجات، وأن يرزقك رضا الآباء والأمهات.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً