الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري المرتبط بالخوف من الهوام والسموم

السؤال

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أنا مصاب بوسوسة شديدة تسمى الوسواس القهري، وراجعت أكثر من دكتور دون فائدة، وأخيراً استخدمت سيروكسات لمدة عام وقد وجدت منها بعض التقدم خصوصاً في بعض القرارات، وأنا أستخدم حالياً نفس الحبوب حبتين في اليوم، هل آخذها على مرتين منفصلتين أو دفعة واحدة؟ وهل تنصحني بأخذ عقار آخر معها لنفس المرض وما هو؟
والوسوسة تدور من خوف شديد من جميع الهوام السامة خصوصاً التي تتحرك ولا أستطيع الاحتراز منها، مثل الزواحف السامة حينما أمشي في الشوارع وغيرها، وهل تضر لو أن الإنسان وطئ عليها حية أو ميتة مدهوسة بالسيارة أو غيرها؟ هل يواصل عمله مع زملائه أو يتسوق أو يذهب إلى مأدبة دون أن يرجع إلى البيت ويخلع ثيابه ويغتسل؟ والخوف ليس على نفسي بل أخاف أن أضر بها الآخرين لأني أخاف أن يعلق بجسمي أو ثوبي شيء من السموم الأمر الذي يجعلني أتفقد الشارع قبل أن أمشي فيه، كما جعلني قليل الزيارات للآخرين خشية أن ينتقل مني ما يضرهم، فلو صادفني شيء وذهبت لوليمة أو حفل أشعر بالذنب وكأنني متعمد للضرر والأذى.

لقد أتعبني هذا الأمر كثيراً، وعندما أعلم علم اليقين أنها لا تضر سواء ميتة أو حية إذا لامسها ثوبي أو رجلي أو يدي، ولا أحتاج أن أبدل ثيابي أو أتحرج من السلام على الناس أو أغتسل فإني لا أحتاج إلى علاج، آمل منكم أن ترشدوني إلى الطريقة الصحيحة التي تبعدني عن الوسوسة، خصوصاً مما ذكرت، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
جزاك الله خيراً على سؤالك.

الوساوس القهرية من الأمراض العصابية النفسية المعروفة، وهي كما تفضلت، فهي تمثل أفكاراً ثابتة، أو نزعات أو خيالات، أو أفعال يعرف الشخص أنه غير مرغوب فيها، ويحاول أن يتجنبها في بعض الأحيان، الشيء الذي يسبب القلق الشديد الذي يجعل الإنسان مضطراً لاتباعها، والوساوس القهرية في معظمها متعلمة ومكتسبة مع وجود بعض الاضطراب الكيميائي في مرسلات عصبية معينة بالدماغ.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هنالك عدة أدوية مفيدة يعتبر (زيروكسات) واحداً منها، ولا مانع أن تأخذ الجرعة دفعة واحدة، ولكن يفضل أن تقسمها صباحا ومساء، فهذا يقلل من الآثار الجانبية .

ما دمت لم تحس بتحسن حقيقي مع هذا الدواء، فأود أن أقترح لك أن تستبدله بدواء آخر يعرف باسم (فافرين)، علماً بأنه الدواء الوحيد المصدق به عن طريق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الوسواس القهري، وجرعته هي 50 ملجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بمعدل 50 ملجرام أسبوعياً حتى تصل إلى 200 ملجرام، ومدة العلاج من 6 أشهر إلى سنة، ومع بداية الفافرين تبدأ في تخفيض الزيروكسات بمعدل 10ملجرام (نصف حبة) كل أسبوع، وهنالك أدوية أخرى مثل (بروزاك) و(لسترال) و(سبرام) ولكن كما ذكرت ربما يكون الفافرين هو أفضلها.

الشق الثاني للعلاج والذي يعتبر هاما جداً هو العلاج السلوكي، وفي أبسط صورة يتضمن تحقير هذه الأفكار والأفعال الوسواسية، والعمل على ما يعرف بسلب الحساسية والغمر، وفي مثل حالتك يجب أن تبدأ بأن تحمل بين يديك وتضع على ثيابك أي مجسمات أو دمى لهذه الهوام، ويجب أن يستغرق هذا الغمر مدة لا تقل عن نصف ساعة، وبعد ذلك يكون هذا الغمر والتعرض في الحقيقة متى ما وجدت لذلك سبيلاً، ومن الضروري أيضاً أن تربط هذه الوساوس والمخاوف بأفكار مضادة لها، وأنت الحمد لله جربت وعلمت علم اليقين أنها لا تضر سواءً ميتة أو حية إذا لامست ثيابك أو جزء من جسدك، فعليك الإكثار في مثل هذا الإقناع الذاتي فهو مفيد جداً.

وختاماً أود أن أؤكد لك أن العلاج السلوكي مع الدواء يعتبران من أفضل سبل العلاج، ونسبة الشفاء هي 95% بإذن الله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً