الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطرق المعينة للخروج من المشاكل العويصة

السؤال

السلام عليكم.

كيف يزرع الأمل في قلبه شخص لديه مشكلة لا حل منطقي لها؟ إذ أني أعرف أنه لا يجوز القنوط من رحمة الله تعالى فكيف يحيي شخص ما الأمل في قلبه وهو يرى بعين المنطق أنه لا حل لمشكلته؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأمر لله من قبل ومن بعد، والكون ملك لله ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده وإن ما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته، وإن على المسلم أن يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، وقد صدقت وأحسنت برفضك للقنوط من رحمة الله لأن ذلك يوقع الإنسان في كبيرة من كبائر الذنوب: (( وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ ))[يوسف:87].

وأرجو أن تدرك أن الآمال والآفاق سوف تتفتح أمامك إذا أصلحت ما بينك وبين الله وأكثرت من اللجوء إلى الله، وأيقنت أن الله فعال لما يريد، والإسلام دعوة للإيجابية والمسلم عليه أن يفعل ما عليه ويتذكر أن عليه أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح.

ومما يعينك على الخروج من مشكلتك ما يلي:

1- اللجوء إلى الله.

2- إعطاء المشكلة حجمها الحقيقي وحصراً في إطارها الزماني والمكاني.

3- البحث عن البدائل الأخرى فإن السيل الهادر إذا قابله جبل بحث لنفسه عن طريق أخرى ولم يتوقف.

4- إعلان الرضا بالقضاء والقدر، واستشعار أن الخير قد يكون في عدم تحقق الطلب.

5-النظر إلى من هم أسفل منك وتأمل حال أهل المشاكل فإن معرفتك بمشاكل بعض الناس قد تنسيك مشكلتك وستجد في ذلك العزاء.

6-تكرار المحاولات والاستفادة من أهل الخبرات بعد الاستعانة بمن بيده الخيرات.

7- تعميق معاني الثقة بمن رد موسى عليه السلام لأمه ورد النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فاتحاً منتصراً.

8- تقوى الله ومراقبته فإن تقوى الله سبب لتيسير الأمور (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:2-3].

8- طلب دعاء الوالدين والحرص على برهم مع ضرورة الاهتمام بالأرحام والأيتام والضعفاء ليكون العظيم في حاجتك.

9- الإكثار من الاستغفار والتوبة لأننا نحرم الخيرات بذنوبنا.

10-الحرص على الصدقة والبذل وإن كان ما في يدك قليل.

11-الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ومن الصلاة والسلام على رسول الله.

ونسأل الله أن يذهب همك وأن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً