الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تفوتي فرصة الزواج بالرجل الكفؤ.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة عمري (35) عاماً، من أسرة طيبة ومترابطة ومتحابة ولله الحمد، وقد تعرفت على رجل يكبرني بأعوام قليلة عن طريق أحد مواقع الزواج الإسلامية، وهو يقيم في بلد آخر وأراد أن يراني، فحضر إلى بلدي وذهبت أنا وأختي لرؤيته، فأعجب بي وأعجبت به، وقد أخبرني أنه متزوج ولا يستطيع أن يفرط في زوجته وأم أولاده، ولكنه يرغب في زوجة ثانية.

وقد رأيت فيه ما شدني إليه فوافقت على أنه عندما تسمح ظروفه فسوف يتقدم لي رسميا، وانتظرت عاماً والثاني ولم يحدث شيء، والوعود تتكرر وأرفض من يتقدم لي لأني لا أرى سواه زوجاً لي، وقد انتظرت طويلاً حتى أجد من به الصفات التي أرغب بها، وعندما يتقدم لي أحد فإنني لا أستطيع التفكير به.

ومنذ شهرين علمت أني أصبت بمرض قد يعوق عملية الإنجاب إذا تأخر الزواج أكثر من هذا، وقد أصيبت به صديقة لي واضطرت لاستئصال الرحم تماماً وحرمت من نعمة الإنجاب، وأخاف أن يتكرر معي هذا الموقف الذي مرت به صديقتي، ولا أستطيع أن أذكر له شيئاً نظراً لحيائي الشديد، وحديثي معه مقتضب ولا نتحدث في مثل هذه الأمور، وقد تقدم لي رجل عمره (50) عاماً وبه صفات جيدة ولكني لا أشعر معه بشيء، وأشعر أنه أكبر مني بكثير، فكيف أتصرف وماذا أفعل؟

أفيدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sindrela حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يقدر الخير حيث كان، وأن يرزقك الرضا به، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح يكون عوناً لك على طاعته ورضاه، وأن يتفضل عليك بذرية طيبة مباركة.

وبخصوص ما ورد برسالتك فاسمحي لي أن أقول أنه من المفروض في امرأة مثلك طبيبة واعية مثقفة على قدرٍ من العلم والخبرة وتقدم السن أن تكون أكثر وعياً من هذا، خاصة وأنك من أسرة طيبة ومترابطة، وكونك تعرفت على هذا الرجل عن طريق أحد المواقع الإسلامية وتمت المقابلة ووعدك أن يتقدم إليك رسميا رغم ظروفه وظروفك أيضاً، فأنت تعلمين أن التعدد في مصر أمر لا يحبه ولا يحبذه الكثير من النساء، ورضاك به يدل على أنك على خير وأنك تحبين الله ورسوله، ولكن المشكلة أن الرجل لم يوفِّ عاماً بعد عام، ولم يحدث شيء من الوعود، وكونك وقعت في حبه وعشقه حتى أصبحت لا ترين غيره فهذه مشكلة كبيرة.

فيجب أن لا تحجرين نفسك وتحبسينها في إطار شخصية واحدة قد تتقدم لك وقد لا تتقدم، وأنت تعلمين أن زواجك منه خاضع لإرادة الله تعالى، بمعنى أن الزواج قسمة ونصيب وقدر قدره الله قبل خلق السموات والأرض، فقد يكون هذا الرجل في وجهة نظرك هو أفضل رجل في العالم ولكن الله شاء أن لا يكون زوجاً لك، والأصل في هذا أنك ربطت نفسك برباط غير شرعي، وضحك عليك الشيطان.

وقد أردتِ أن تحلين مشكلة تقدم السن بك فوقعت في مشكلة أخرى، وأنصحك أنه إذا تقدم لك أحد أن تكوني جادة وصادقة، فقد صبرت لعام وعامين وزيادة ولم يتقدم لك، أليس من حقك أن تتقدمي خطوة واحدة للأمام تضعي بها النقاط على الحروف، ويتبين لي من خلال رسالتك أن عندك نوعا من الضعف في الشخصية؛ لأنه من حقك أن يوفي هذا الرجل بوعده أو أن يدعك لحال سبيلك حتى لا تحرمي نفسك من الزواج، خاصة مع ظروف التربية التي ذكرتها، فصارحيه بقوة وبيني له ضرورة حسم هذا الموضوع، فإما أن يوافق ويتقدم فوراً وإما أن يبتعد من حياتك نهائيّاً، وإذا لم يعطيك كلمة فاتخذي أنت القرار؛ لأن القرار في يدك لأنك أنت المتضررة، والرجل عنده زوجة وعنده أولاد وليس على استعداد أن يفرط في زوجته أم أولاده، وأنت مَنْ لك؟ ما هو حقك؟ ما هو نصيبك؟

فضعي النقاط على الحروف بقوة وبوضوح وأخبريه بكل شيء، وقولي له: إنك تأخرت الآن عن الموعد المحدد أكثر من مرة، وعندي ظروف الآن، واحكي له بكل وضوح وقوة، لأنك لن تخسرين شيئاً أكثر من السنوات التي مرت من عمرك، وأعطيه مهلة بسيطة للتفكير فإن كان جاداً صادقاً فإنه سوف يتقدم إليك بالطريقة الرسمية، وإن لم يكن جاداً ولا صادقاً فلا تلقي بالاً له ولا تلتفتي له ولا تمتنعي من قبول أي شخص يتقدم إليك شريطة أن يكون مناسباً.

وأما كون الرجل الذي يتقدم لك عنده خمسين سنة وفيه صفات جيدة ولكن لا تحسي معه بشيء، فقد يكون سبب ذلك هو تعلقك بالأول، وأصبحت لا تنظرين إلى الناس إلا من خلاله، وهذه مصيبة كبرى ينبغي أن تتخلصي منها؛ لأن كل إنسان فيه عيب وفيه صواب، فيه جمال وفيه قبح، فيه خير وفيه شر، ولكن تقدم السن قد يكون فارقاً إلا أنك إذا كنت مضطرة مخافة أن يمر بك العمر ولا يتقدم لك أحد أو ظروفك الجسمية مثلاً لا تسمح، فأرى أن تقبلي به والأمر عند الله تبارك وتعالى، فاكسري هذا الحاجز وأخبري الرجل بضرورة تغيير الموقف أو تحديد الموقف، ولا ترفضي أي أحد يتقدم إليك ما دام مناسباً، مع تمنياتي لك التوفيق والسداد.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً