الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي حدود العلاقة بين الخاطب وخطيبته؟

السؤال

أولاً: جزاكم الله خيراً على هذا الموقع المتميز.

سؤالي: لقد كانت لي علاقة مع خطيبتي ولكنها -والحمد لله- لم تصل إلى الزنا، وكانت هي تساعدني على ذلك، ولكننا ندمنا وتبنا، وعند تحديد ميعاد الزواج طلب أهلها مؤخر صداق عالي، فحدثت مشاكل بين العائلتين، وكل مرة أحاول الإصلاح يزداد الموضوع سوءاً، وأخيراً اتصلت خطيبتي بأهلي وقامت بسبي، فتم الانفصال، ولم أعد أريدها، مع العلم أنني كنت مرتبطاً بها كثيراً، ولكنني أشعر بالذنب على ما فعلته معها.

فهل أنا آثم في شيء؟ وللإحاطة أنها كانت لا تحاول إرضائي كي تحل المشكلة.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك إلى المسارعة بالتوبة والتوبة تجب ما قبلها، ثم عليك بالستر على نفسك وعليها، ونسأل الله أن يوفق الجميع للتوبة والإنابة، كما أرجو أن لا تكرر التجربة مع الفتاة ولا مع غيرها، واعلم أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل، وأنه -سبحانه- يستر على العاصي فإذا لبس للمعصية لبوسها وبارز الله بالعصيان هتكه وفضحه، فاتق الله في نفسك وفي بنات المسلمين.

وأرجو أن يدرك الجميع عظمة هذا الدين الذي يحرم العلاقات حتى تحتكم بضوابط الشرع ولا يخفى على أمثالك أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، وقد ظهرت لكم من خلال هذا الموقف حكمة الشريعة.

وتخيل معي لو أنه تمادى معك وحصلت مخالفات كبيرة ثم حصلت المشكلة ولم يتم الزواج، فماذا كنت تتوقع، وما هو مصير الفتاة ومصير الجنين الذي ربما تحرك في أحشائها؟

ومن هنا أرجو أن يعلم الجميع أن شريعة الله لا تقبل بالخلوة إلا بعد عقد الزواج وإعلان الزفاف، وكل ذلك فيه صيانة للأعراض.

واحمد الله أن خلصك من هذه الفتاة فلعلها لم تكن تناسبك، لا سيما وأنها أسفرت عن أخلاقها بسبك، وما وقع بينكما تكفره التوبة النصوح، والستر مطلوب للجميع.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وأرجو أن يتحول شعورك بالذنب إلى توبة نصوح وعزم على عدم العود، وإكثارٍ من الحسنات الماحية مع ضرورة التخلص من كل ما يذكرك بالفتاة وبالماضي، وعليك بكثرة اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً