الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شاب أسود والأهل يرفضونه

السؤال

السلام عليكم.

أنا شابة وقد تقدم لخطبتي شاب لكن لونه أسود وعائلتي ترفض ذلك علماً بأنه شاب صالح ويصلي. فما رأيكم على ذلك وشكراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن العبرة بصلاح الرجل، والحكمة مطلوبة في التعامل مع أهلك ولن تستفيدوا من أجمل الرجال وأرفعهم نسباً إذا كان بلا دين ولا خلق، وهل نفع أبا لهب ماله وجماله ونسبه حين كفر برسولنا صلى الله عليه وسلم، حتى قيل: سمي بأبي لهب لشدة بياضه وإشراق وجهه، وقد أحسن من قال:

لقد رفع الإسلام سلمان فارس ووضع الشرك الشريف أبا لهب

ونحن نتمنى عدم جرح مشاعر الشاب في كل الأحوال لأن أي فتاة من حقها أن ترفض من تشاء ولكن ليس من حقها أن تسيء إليه، وأرجو أن تحترم أسرتك مشاعرك ومشاعر الشاب وتذكروا أن الله يقول: (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ))[الحجرات:13].

ونحن ننصحك بالتعامل مع الموقف بهدوء وأرجو أن تجدي من العقلاء والفضلاء والعلماء من يقفوا إلى جوارك ويجتهدوا في إقناع أهلك، ومن الضروري أن تنظري في الخيارات البديلة ومدى إصرار أهلك على الرفض؟ وهل الشاب من أهل المنطقة؟ وما هي الأشياء المتوقعة في حالة الرفض أو القبول؟ وما هو رأيك الشخصي؟ وهل تجدين في نفسك ميلاً إليه؟

فليس معنى أنه من أهل الدين أنه يجب عليك أن تقبلي به إذا لم تكوني تجدين ميلا إليه، فأمر القبول يرجع إليك أولا..إن وجدت ميلا إليه عندئذ تنظرين في الخيارات المتاحة في إقناع الأهل..وإن لم تكوني تملين إليه أو لا ترغبين به كزوج من ناحية شكله، فليس الرفض حراما في هذه الحالة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تكثري من اللجوء إليه، فإن قلوب العباد بين أصابعه وهو سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه.

وأرجو أن نسمع عنكم الخير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً