الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريقة ضبط النفس عند الغضب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أستطيع ضبط نفسي عند الغضب وأشعر أنني إنسانة أخرى، وعندما أهدأ أشعر بالندم على كل ما بدر مني بحق الآخرين، وأعاهد نفسي أن لا أعود لذلك ولكن دون جدوى، فما السبيل لحل هذه المشكلة؟!

أثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دارين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن أفضل علاج للغضب هو ما ذكره رسولنا صلى الله عليه وسلم حيث أمر الغاضب أن يتعوذ بالله من الشيطان، وأن يجتهد في ذكر الرحمن، وأن يكف عن الهذيان ويحفظ جوارحه واللسان، وعليه كذلك أن يغير من هيئته، فإن كان جالساً ينهض، وإن كان قاعداً اتكأ.

ومن المفيد له أن يهجر المكان، وإذا كان الغضب شديداً فعليه أن يتوضأ، وله أن يصلي، قال تعالى: (( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ))[الحجر:97]، فما هو العلاج؟ (( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ))[الحجر:98-99].

وهناك علاجات أخرى مهمة جداً، أهمها اللجوء إلى الله، ثم تذكر آثار وعواقب ونتائج الغضب الذي هو ركن من أركان الشر كما قال ابن حزم رحمه الله، ثم عليك مراجعة تصرفاتك.

وقد أسعدني ندمك بعد الغضب فهذا دليل على صفاء نفسك، كما أنه من الضروري جداً الاجتهاد في تفادي أسباب الغضب وتجنب المثيرات، مع ضرورة تذكر التغيرات التي تحدث لك عند الغضب، وذلك بالنظر في المرآة عندما تغضبين.

ولا يخفى على أمثالك أن الغضب سبب لأمراض كثيرة مثل السكري والضغط والقولون، والناس ينفرون من الذين يغضبون بسرعة، وإذا غضبت المرأة الحامل أثر ذلك سلباً على جنينها.

وعليك بمجالسة الصالحات والمداومة على ذكر رب الأرض والسموات، واجعلي غضبك لله وحده، ولا أظن أن في الدنيا ما يستحق أن يُغضب لأجله، وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والهداية.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً