الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عملية دوالي الخصيتين بالجراحة المكرسكوبية وأضرار العادة السرية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عندي دوالي الخصية في كلا الخصيتين اليمنى واليسرى؛ لكن دون أي آلام تذكر والحمد لله؛ فهل يجب القيام بالعملية الآن أم أنتظر حتى الزواج؟

قرأت في عدة أماكن أن عملية الربط تؤدي لتوقف عمل الخصية، وتليفها، فما مدى صحة هذا الكلام؟

سمعت عن جراحة مكروسكوبية لعلاج الخصية تستغرق 30 دقيقة، فما مدى فعاليتها، وهل هي عالية الثمن أم لا؟

أريد نصائح عامة منكم لشاب قد تخلص من العادة السرية من فترة قريبة ليتخطى المشاكل النفسية والمعنوية.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

فإن دوالي الخصية تؤدي إلى رفع الحرارة في الوسط الذي توجد فيه الخصية مما يخالف طبيعتها التي تحتاج حرارة أقل من حرارة الجسم؛ ولذلك خلقها ربنا - سبحانه وتعالى - خارج الجسم في كيس الصفن ليحميها من الحرارة التي تضر بها على المدى البعيد أو بالنطاف على المدى القريب.

يفضل مراجعة طبيب مسالك بولية (يورو لوجي) للفحص والتقييم وتقدير مدى شدة الدوالي، ومدى ضرورة الحاجة للعملية حسب الموجودات، وبشكل عام فإنه يفضل إجراء العملية الآن، أي قبل الزواج، وهو الأفضل على المدى القريب والبعيد، وحتى تنتهي من الإشكالات والوسوسة.

إن عملية الربط من البطن تؤدي إلى توقف الدم في دوالي الخصية مع بقاء جسم الدوالي دون ضرر، أما ربطها من جهة الخصية فهو لا يؤدي إلى أي توقف لعمل الخصية إن أجري بشكل صحيح، أما لو ربط شيئاً آخر وبشكل خاطئ فقد يؤدي ذلك إلى تأثر الخصية وعملها.

أما الجراحة الميكروسكوبية فلا داعي لها بوجود جراح مسالك حاذق له خبرة بالعمليات التقليدية بدوالي الخصية، ومع ذلك إن تساوت الكلفتان فالجواب يعود للجراح الذي سيجريها وأيهما يفضل.

وأما لو كان الفرق كبيراً بين الكلفتين، فالجراحة التقليدية كافية ولا ضرورة لمزيد من المصاريف (ليس عندي فكرة عن كلفتها، وهي على كل حال تختلف حسب البلدان والمراكز).

وأما النصائح لشاب تخلص من العادة السرية فنذكر ما يلي:

فإن تركها نعمة أنعم الله عليك بها، فلا تبخل بالشكر لأنه بالشكر تدوم النعم،وعليك بمراجعة ما كتب عن حكمها الشرعي، وذلك في الاستشارات التالية: (469 - 261023 - 24312)، وذلك لتحفيزك على الاستمرار على تركها والصبر.

ولا بأس بالاطلاع على أضرارها من خلال الاستشارات التالية: (2404 -3858 - 24284 - 24312 - 260343)؛ لأن الأضرار قد تكون حافزاً للترك.

وأخيراً: إن حدثتك نفسك بها فراجع الاستشارات التالية التي تعينك على تركها أو المحافظة على تركها أو كيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 - 55119).

وما أقوله باختصار هو القول المشهور (نفسك إن لم تشغلها بخير شغلتك بسوء)، فأشغل نفسك بخير تعفها عن السوء، وكذلك لا تنس الرياضة، وعزائم الأمور، والإنجازات المتعددة في مجالات الحياة المختلفة، فهي خير مما يسميه البعض حشيش الجنس الذي قد يؤدي إلى أكثر مما يفعله الحشيش الحقيقي، وذلك بتأثيره السلبي على حياة المدمنين العالقين بدوائره المعيبة التي تجر بعضها بعضاً، وإن الكلمة الفصل في السعادة بعد تركها هي غض البصر؛ لأن إطلاق النظر على المحرمات هو السبيل الأكبر للوقوع في الاستثارة، ومن بعدها قد تضيع الإرادة، وأنصح بعدم الحوم حول الموضوع لأنه يحرض الذاكرة، وبالتالي يغري بدل أن يعف.

ختاماً: فقد أوردت في استشارة سابقة لي النقاط العشرين التالية، فلعل فيها الفائدة حول التخلص من العادة السرية تحت رقم (234988).

كيف نتخلص من العادة السرية؟
1- الزواج (بأن ندعو الله أن يرزقنا ما فيه الخير لنا، ندعوه مخلصين ولنتذكر: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}
2- النية الصادقة بترك هذه العادة التي أثرت على نفسيتك، وبقوة النية والصدق بالترك تعمل بقية العوامل أدناه.
3- قوة الإرادة والثقة بالنفس، ويكون ذلك عن طريق التدريب.
4- الاستعانة بالله بالدعاء والتقوى.
5- الصلاة والسنن والنوافل {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}.
6- مراقبة الله.
7- غض البصر وتجنب الاختلاط، فهما من أهم الأسباب المحرضة على التهيج.
8- الصيام: ((من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)).

9- عدم الفراغ وذلك بوضع برامج متتالية لا تسمح للنفس بالتفكير بسفاسف الأمور، بل إنجاز وراءه التزام وبعده مشروع، وبينها تكليف، وبين ذلك وذلك جداول من الأهداف التي نحققها (الهوايات المفيدة – تعلم الكمبيوتر وعلومه – حفظ القرآن الكريم- دورات لغات – العمل في التدريس والحياة مع الجيل الجديد – التخطيط للمستقبل، وغيره من ملايين المشاريع).

10- عدم تهيئة الأسباب للوقوع في الخطأ؛ فمثلاً تكون وسائل البث والإعلام في أماكن مفتوحة وعامة، كالصالة مثلاً ومنها التلفزيون والنت.
11- البدء بمشروع حفظ كتاب الله، فهو سيفيد بالثواب والتقرب إلى الله، وسيفيد بملء النفس إيماناً، وسيفيد بملء الوقت، وسيفيد بتحقيق الذات، وسيفيد بجعلك مستجاب الدعاء، فيستجيب الله لك دعاءك بالعافية والتخلص من العادات السيئة .

12- الخوف من الرياء: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ}
13- المسلمون وما يعانون منه يحتاجون نفوساً مخلصة تدعو الله لهم بالخلاص، فهل نكون نحن المتقين الذين يدعون للمسلمين، أم نتخلى عنهم حتى بالنفس الطاهرة التي تدعو الله بالفرج؟
14- الرياضة المنتظمة اليومية وبشكل مترق، وتسجيل أرقام قياسية متتالية وبدون كلل.
15- عدم الخلوة مع النفس وعدم تهيئة أسباب الخلوة.
16- الوضوء أغلب الأوقات.
17- عدم تحريض الذكريات، بل الاستعاذة لأدنى خاطرة محرضة على استثارة النفس.
18- التخلي قدر الاستطاعة عن البرامج التلفزيونية المهيجة والمثيرة.
19- البحث عن الصحبة الصالحة التي تذكر الإنسان بالله وبالعمل المثمر الجاد، وتجمتعان فيها على:
20- طلب العلم الشرعي.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر adel

    ان شاء الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً